الطريق إلي الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطريق إلي الإسلام


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سلسله خطب للشيخ محمد حسان (1 )

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




سلسله خطب للشيخ محمد حسان (1 ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسله خطب للشيخ محمد حسان (1 )   سلسله خطب للشيخ محمد حسان (1 ) - صفحة 2 Empty13/11/2008, 12:09 am

الحق سبحانه كما ثبت فى الصحيحين من حديث أبى سعيد الخدرى رضى اللـه عنه أن المصطفى  قال : (( يقول اللـه تعالى : ياآدم فيقول : لبيك ! وسعديك ! والخير كله فى يديك ! فيقول اللـه جل وعلا ! أخرج بعث النار فيقول آدم : وما بعث النار ؟ فيقول اللـه جل وعلا : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين قال : فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها ، وترى الناس سكارى وما هم بِسُكارى ولكن عذاب اللـه شديد )) فاشتد ذلك على أصحاب الحبيب محمد  فقالوا : يارسول اللـه ! أينا ذلك الرجل فقال المصطفى : (( أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم رجلُُ)) ثم قال : (( والذى نفسى بيده إنى لأطمع أن تكونوا ربع أهل الجنة )) فحمدنا اللـه وكبرنا ثم قال : (( والذى نفسى بيده إنى لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة )) فحمـدنـا اللـه وكبرنـا ثـم قـال : (( والذى نفسـى بيـده إنـى لأطمـع أن تكونـوا شطر أهل الجنة ، إن مثلكم فى الأمم كمثل الشعرة البيضاء فى جلد الثور الأسود أو كالرقمة فى ذراع الحمار )) ( ) .قال اللـه سبحانه وتعالى مخاطباً أمة المصطفى : { كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ } .
اللـهم لك الحمد يامن خلقتنا موحدين وجعلتنا من أمة سيد النبيين .
ثم بعد ذلك ينادى رب العزة تبارك وتعالى : يا نوح .. يقول لبيك وسعديك ، فيقول اللـه سبحانه هل بلغت قومك ؟ ! فيقول نوح : نعم يارب واللـه أعلم فيقول الحق جل جلاله : ياقوم نوح هل بلغكم نوح ؟! فيقولون لا ما أتانا من نذير وما آتانا من أحد ، فيقول من يشهد لك يانوح؟!! فيقول نوح : محمد وأمته !
(( فتدعون فتشهدون أنه قد بلغ أمته ثم أدعى فأشهد عليكم ))(
) وفى لفظ ابن ماجة بسند صححه شيخنا الألبانى يقول المصطفى  : فيقول اللـه لأمتى ما الذى أخبركم أن نوح قد بلغ قومه ؟!
فتقول الأمة الميمونة لربها جل وعلا : جاءنا نبينا محمد  فأخبرنا أن الرسل جميعاً قد بلَّغوا قومهم فصدقناه .
يقول المصطفى  فذلك قــول اللـه تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }
[ البقرة - 143 ] .
ثم يدعى عيسى عليه السلام ويقال له ياعيسى : { ءَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ } [ المائدة : 116 ] .لماذا خص اللـه عيسى من بين سائر الرسل بهذا السؤال ؟!!
لأنه ما من رسول بعث فى قومه إلا وقد آمن به من آمن من قومه ، وكفر من كفر ، إلا قوم عيسى فمنهم من قال : إن عيسى هو اللـه !! ومنهم من قال أن عيسى هو ابن اللـه !! ومنهم من جعل عيسى وأمه إلهين من دون اللـه !!
فهل هناك إله يأكل ؟! إله يشرب ؟! إله يتزوج ؟! إله يقضى حاجته؟!!
ولله در ابن القيم يقول :
يا عباد المسيح لنــا سـؤال نريد جوابه ممـــن وَعَــاه
إذا مـات الإله بصنـع قـوم أماتوه فهـل هــــذا إله ؟!
ويا عجـباً لقبر ضــم ربـاً وأعجـب منه بطن قد حَوَاهُ
أقام هنـاك تسعاً مـن شهور لدى الظلمات من حيض غَزَاهُ
وشَـقَّ الفَرْجَ مولوداً صغيراً ضعيفـــاً فاتحاً للثدى فـاهُ
ويـأكل ثـم يشرب ثـم يأتى بــلازم ذاك فهل هـذا إله ؟!
تعالى الله عن إفك النصارى سيســـألوا كلهـم عما افتراه
قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ءَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ(116)مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [ المائدة : 116-117 ] .
ثم يقول عيسى عليه السلام لربه الرحمن { إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [ المائدة : 118 ] .
فيرد اللـه جل وعلا على عبده المصطفى ونبيه عيسى عليه السلام يقول :
{قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [ المائدة : 119 ] .
ثم يدعى جميع الرسل قال تعالى : { يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ } [ المائدة : 109 ].واسمع لله جل وعلا وهو يقول :
{ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}[ الأعراف: 6] .
يجمع اللـه سبحانه وتعالى الرسل بجلال العبودية بل وجلال العبودية فى جواب الرسل على اللـه جل جلاله وهم يقولون : { لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ } .
أيها الأخيار : يسأل الرسل والملائكة بل والأنبياء بل والشهداء ؟ فهل نُترك بعد هؤلاء ؟!!
قال اللـه تعالى : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ(68)وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ(69)وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ } [ الزمر : 68 - 70 ] .
ويبدأ العرض على اللـه جل وعلا وكيف يبدأ الحساب ؟
هذا ما سوف نتعرف عليه بإيجاز بعد جلسة الاستراحة
وأقول قولى هذا واستغفر اللـه لى ولكم
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا اللـه وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، اللـهم صلى وسلم وزد وبارك عليه وعلى أصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين ، أما بعد .

ثالثاً : العرض على اللـه جل وعلا وأخذ الكتب

أيها الأحبة الكرام :
بعد ذلك يبدأ الحساب وسنقف مع الحساب وقفات ، فالحساب يبدأ بالعرض على اللـه جل جلاله بالوقوف بين يدى الحق الملك العدل سبحانه فأنت فى أرض المحشر ستستمع إلى نداء الملائكة : أين فلان بن فلان ؟
هــذا هو اسمى .. ماذا تريدون يا ملائكة اللـه ؟!
أقبل للعرض على اللـه جل وعــلا !!
وقد وكلت الملائكة بأخذك ، وسوقك فى أرض المحشرعلى رؤوس الأشهاد ، والخلائق كلها تنظر إليك ، فيقرع النداء قلبك ويصفر وجهك وترتعد فرائصك وتضطرب جوارحك وترى نفسك بين يدى الحق جل جلاله ليكلمك ليس بينك وبينه ترجمان كما فى الصحيحين من حديث عدى بن حاتم أنه  قال :
(( ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ، ليس بينه وبينه تُرجمان ، فينظر أيمن منه (أى عن يمينه ) فلا يرى إلا ما قدم ( أى فى هذه الحياة الدنيا ) وينظر أشأم منه ( أى عن شماله ) فلا يرى إلا مــا قــدم ، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشـــق تمـــرة)) ( ) أى ولو بنصف تمره تتصدقون بها إلى اللـه جل وعـــلا .
يقرع النداء القلب ويأمر اللـه تبارك وتعالى بالصحف وبالكتب فيأخذ كل إنسان صحيفته .
تلك الصحيفة التى لا تغادر بلية كتمتها ولا مخبأة أسررتها . فكم من معصية قد كنت نسيتها .. ذكرك اللـه إياها . وكم من مصيبة قد كنت أخفيتها .. أظهرها اللـه لك وأبداها .. فيا حسرة القلب ساعتها على ما فرطنا فى دنيانا من طاعة موالنا .
اسمع لربك جل وعلا ، وهو يقول :
{ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا(47)وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا(48)وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْــفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُـــولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَـــالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيـــرَةً وَلا كَبِــــيرَةً إِلا أَحْصَــــاهَا وَوَجَـــدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا }
[ الكهف : 47 - 49 ] .
أيها المسلم :
تذكر وقوفـك يوم العرض عُرْيانا مُستوحشاً قلـق الأحشــاء حيرانا
والنار تلهب مـ، غيظ ومن حنقٍ على العصاة ورب العرش غضبانا
إقـرأ كتابـك ياعبــدُ على مهلٍ فهل تـرى فيه حرفاً غيـر ما كانا
فلما قرأت ولــــم تنكر قراءته إقرار مــن عرف الأشياء عرفانا
نادى الجليــل خـذوه يا ملائكتى وأمضـوا بعبد عصى للنار عطشانا
المشركـون غـداً فى النار يلتهبوا والمـؤمنون بـدار الخلــد سكانا
أقف عند هذا القدر مع ( العرض على اللـه جل وعلا ) لنواصل الحديث إن قدر اللـه لنا البقاء واللقاء لنتعرف على :
كيفية العرض ؟ ، كيفية الحساب ؟! كيف يحاسب اللـه المؤمن يوم القيامة ؟! وكيف يقرأ المؤمن كتابه ؟! وهل تظهر الحسنات أولاً أم تظهر السيئات ؟! وما الذى يقوله اللـه للمؤمن ؟!
وكيف يحاسب اللـه الكافر يوم القيامة ؟! وكيف يقرأ الكافر صحيفته وكتابه ؟!
أسأل اللـه العظيم رب العرش الكريم أن يحسن خاتمتنا . إنه ولى ذلك والقادر عليه .
ا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




سلسله خطب للشيخ محمد حسان (1 ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسله خطب للشيخ محمد حسان (1 )   سلسله خطب للشيخ محمد حسان (1 ) - صفحة 2 Empty13/11/2008, 11:01 am

مشكووووووووووووووووور اخى الكريم
هذا المجهود الطيب
اسجل متابعتى ... وفى انتظار القادم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




سلسله خطب للشيخ محمد حسان (1 ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسله خطب للشيخ محمد حسان (1 )   سلسله خطب للشيخ محمد حسان (1 ) - صفحة 2 Empty14/11/2008, 1:06 am

صوت المطر كتب:
مشكووووووووووووووووور اخى الكريم
هذا المجهود الطيب
اسجل متابعتى ... وفى انتظار القادم
]
جزاكم الله خيرا اختنا الكريمه متابعه من بدايه الموضوع جزاكم الله خيرا علي حسن التركيز في متابعه الموضوع
جعله الله في ميزان حسناتك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم بغلو عني ولو ايه
اختي فان يهدي الله بكي رجلا خيرا لكي من الدنيا وما فيها فكله في ميزان حسناتك
اسألك الله لكي الا يرد لكي دعوه تدعوه بها او سؤال تسأليه اياه واساله لك العفو والعافيه في الدنيا والاخره وفي دينك ودنياكي واسأله لكي خير الاعمال ودوام الصلاح والثبات عليها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




سلسله خطب للشيخ محمد حسان (1 ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسله خطب للشيخ محمد حسان (1 )   سلسله خطب للشيخ محمد حسان (1 ) - صفحة 2 Empty18/11/2008, 11:24 pm

الأخوة في الله

إن الحمد لله نحـمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ  [ آل عمران : 102 ] .
 يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا  [ النساء : 1 ] .
 يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِـرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِـعِ اللَّهَ وَرَسُـولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا  [ الأحزاب : 70-71 ] .
أما بعـد :-
فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخـير الهدى هدى محمد  ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ،وكل ضلالة فى النار

أحبتى فى الله …
إننا اليوم على موعد مع موضوع من الأهمية القصوى بمكان وهو بعنوان (( الأخوة فى الله )) وكما تعودنا دائماً سوف ينتظم حديثنـا مع حضراتكم تحت هذا العنوان الرقيق فى العناصر التالية :-
أولاً : حقيقة الأخوة فى الله .
ثانياً : حقوق الأخوة .
ثالثاً : الطريق إلى الأخوة .
فاسمحوا لى أن أقول : أعرونى القلوب والأسماع والوجـدان والله أسأل أن يجعلنا ممن يستمعون القـول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم ألوا الألباب .
أولاً : حقيقة الأخوة .
أحبتى فى الله لقد أصبحت الأمـة اليوم كما تعلمون غثاء كغثاء السيل لقد تمـزق شملها وتشتت صفها ، وطمع فى الأمـة الضعيف قبل القوى ، والذليل قبل العزيز ، والقاصى قبل الدانى ، وأصبحت الأمة قصعة مستباحة كما ترون لأحقر وأخزى وأذل أمم الأرض من إخـوان القردة والخنازير ، والسبب الرئيسى أن العالم الآن لا يحترم إلا الأقوياء ،والأمة أصبحت ضعيفة ، لأن الفرقة قرينة للضعف ، والخزلان ، والضياع ، والقوة ثمرة طيبة من ثمار الألفة والوحدة والمحبة ، فما ضعفت الأمة بهذه الصورة المهينة المخزية إلا يوم أن غاب عنها أصل وحدتها وقوتها آلا وهو (( الأخوة فى الله )) بالمعنى الذى جاء به رسول الله  فمحال محال أن تتحقق الأخوة بمعناها الحقيقى إلا على عقيدة التوحيد بصفائها وشمولها وكمالها ، كما حولت هذه الأخوة الجماعة المسلمة الأولى من رعاة للغنم إلى سادة وقادة لجميع الدول والأمم ، يوم أن تحولت هذه الأخوة التى بنيت على العقيدة بشمولها وكمالها إلى واقع عملى ومنهج حياة ، تجلى هذا الواقـع المشرق المضىء المنير يوم أن آخى النبى  ابتداءً بين الموحدين فى مكة ، على الرغم من اختـلاف ألوانهم وأشكالهم ، وألسنتهم وأوطانهـم ، آخى بين حمـزة القرشى ،وسلمان الفارسى وبلال الحبشى ، وصهيب الرومى ، وأبى ذر الغفارى ، وراح هؤلاء القوم يهتفون بهذه الأنشودة العذبة الحلوة .
أبى الإسلام لا أبَ لى سِوَاهُ إذا افتخـروا بقيسٍ أوتميمِ
راحوا يرددون جميعاً على لسان رجل واحد قول الله عز وجل :
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُـونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ  [ الحجرات : 10 ] . هذه هى المرحلة الأولى من مراحل الإخاء .
ثم آخى النبى  - ثانيا - بين أهل المدينة من الأوس والخزرج ، بعد حروب دامية طويلة ، وصراع مر مرير ، دمر فيه الأخضر واليابس !!
ثم آخى رسول الله  بين أهل مكة من المهاجرين وبين أهل المدينة من الأنصار ، فى مهرجـان حُبٍّ لم ولن تعرف البشرية له مثيلاً ، تصافحت فيه القلوب ، وامتزجت فيه الأرواح ، حتى جسد هذا الإخاء هذا المشهد الرائع الذى جـاء فى الصحيحين من حديث أنس بن مالك  قال : قدم علينا عبد الرحمن بن عوف وآخى النبى  بينه وبين سعد بن الربيع ، وكان كثير المال ، فقال سعد : قـد علمت الأنصار أنى من أكثرها مالاً ، سأقسم مالى بينى وبينك شطرين ، ولى امرأتان فانظـر أعجبهما إليك ، فأطلقها حتى إذا حَلَّتْ تزوجْتَها . فقال عبد الرحمـن : بارك الله لك فى أهلك . دلونى على السوق ، فلم يرجـع يومئذٍ حتى أفْضَلَ شيئاً من سَمْنٍ وأقطٍ ، فلم يَلْبث إلا يسيراً حتى جاء رسول الله  وعليه وَضَرٌ من صُفرةٍ فقال له رسول الله 
(( مَهْيَمْ ؟ )) قال : تزوجتُ امرأةً من الأنصار قال : (( ما سقت إليها ؟ )) قال : وزن نواة من ذهب أو نواةٍ من ذهب فقال : (( أولم ولو بشـاة )) ( ) وقد نتحسر الآن على زمن سعد بن الربيع ونقول أين سعد بن الربيع الذى شاطر أخاه ماله وزوجه ؟!!
والجواب : ضاع . وذهب يوم أن ذهب عبد الرحمن بن عوف .
فإذا كان السؤال : من الآن الذى يعطى عطاء سعد ؟! فإن الجواب : وأين الآن من يتعفف بعفة عبد الرحمن بن عوف ؟!!
لقد ذهب رجل إلى أحد السلف فقال : أين  الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً  [ البقرة : 274 ]
فقال له : ذهبوا مع من  لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا  [ البقرة : 273 ] .
هذا مشهد من مشاهد الإخاء الحقيقى بمعتقد التوحـيد الصافى بشموله وكماله ، والله لولا أن الحديـث فى أعلى درجات الصحـة لقلت إن هذا المشهد من مشاهد الرؤيا الحالمة .
هذه هى الأخوة الصادقة ، وهذه هى حقيقتها ، فإن الأخوة فى الله لا تبنى إلا على أواصـر العقيدة وأواصر الإيمـان وأواصر الحب فى الله ، تلكم الأواصر التى لا تنفك عراها أبداً .
الأخوة فى الله نعمة جمة من الله ، وفضـل فيض من الله يغدقهـا على المؤمنين الصادقـين ،الأخـوة شراب طهور يسقيه الله للمؤمنـين الأصفياء والأذكياء .
لذا فإن الأخوة فى الله قرينة الإيمان لا تنفك عنه ، ولا ينفك الإيمان عنها فإن وجدت أخوة من غير إيمـان ، فاعلم يقيناً أنها التقـاء مصالح ، وتبادل منافع ، وإن رأيت إيمان بدون أخوة صادقة فاعلم يقيناً أنه إيمان ناقص يحتاج صاحبه إلى دواء وعلاج لمرض فيه ، لذا جمع الله بين الإيمـان والأخوة فى آية جامعة فقال سبحانه  إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ  [ الحجرات : 10 ]
فالمؤمنين جميعاً كأنهم روح واحدة حل فى أجسام متعددة كأنهم أغصان متشابكة تنبثق كلها من دوحة واحدة ، بالله عليكم أين هذه المعانى الآن ؟!!
ولذلك لو تحدثت الآن عن مشهد كهذا الذى ذكر آنفا ربما استغرب أهل الإسلام هذه الكلمات ، وظنوها كما قلت من الخيالات الجميلة والرؤيا الحالمة لأن حقيقة الأخوة قد ضاعت الآن بين المسلمين ، وإن واقع المسلمين اليوم ليؤكد هذا الواقع الأليم ، وإنا لله وإنا إليه راجعـون ، فلم تعد الأخوة إلا مجرد كلمات جوفاء باهتة باردة لا حرارة فيها إلا من رحم الله .
فإن الأخوة الموصلة بحبل الله المتين نعمة امتن بها ربنا جل وعلا على المسلمين الأوائل فقال سبحانه :
 يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102)وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ  [ آل عمران : 102-103 ] .
فالأخوة نعمة من الله امتن بها الله على المؤمنين وقال تعالى : فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ وقال تعالى :  وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  [ الأنفال : 63 ]
ثانيا : حقوق الأخوة فى الله .
الحق الأول : الحب فى الله والبغض فى الله .
ففى الحديث الذى رواه أبو داود والضيـاء المقدسى وصححه الشيخ الألبانى من حديث أبى أمامة الباهلى أنه  قال (( من أحبَّ لله ، وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان ))( ) .
وفى الصحيحين من حديث أنس أنه  قال : (( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمـان ،أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود فى الكـفر كما يكره أن يقذف فى النار ))( ) .
وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة أن النبى  قال : (( سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله ، إمام عادل ، شاب نشأ فى عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا فى الله ، اجتمعا ، عليه ، وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصبٍ وجمال ، فقال : إنى أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكـر الله خالياً ففاضت عينـاه ))( ). هل فكـرت فى هذا الحديث النبوى الشريف ؟!! يومٍ تدنـو الشمس من الرؤوس ، والزحام وحده يكاد يخنق الأنفاس ، فالبشرية كلها - من لدن آدم إلى آخر رجل قامت عليه الساعة - فى أرض المحشر ، وجهنم تزفر و تزمجر ، قد أُتِىَ بها (( لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها )) ( ) فى ظل هذه المشاهد التى تخلع القلب ، ينادى الله عز وجل على سبعة ليظلهم فى ظله يوم لا ظل إلا ظله - سبحانه وتعالى - ضمن هؤلاء السبعة السعداء رجـلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، يالها ورب الكعبة من كرامة !!
وفى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة  أن النـبى  قال : (( إن رجلاً زار أخاً له فى قرية أخرى ، فأرصد فأرض الله له على مدرجته ، ملكاً فلمَّا أتى عليه قال : أين تريد ؟ فقال : أريد أخاً لى فى هذه القرية . قال : هل لك عليه من نعمة تَرُبّها ؟ قال : لا . غير أنى أحببته فى الله عز وجل ، قال : فإنى رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه ))( )
وفى موطأ مالك وأحمـد فى مسنده بسند صحيح ، والحاكم ،وصححه ووافقه الذهبى أن أبا إدريس الخولانى رحمه الله قال : دخلت مسجد دمشق فإذا فتى شابٌ برَّاق الثَّنايا والناس حـوله فإذا اختلفوا فى شىء أسندوه إليه ، وصدروا عن قوله و رأيه . فسألت عنه ؟ فقيل : هذا معاذ بن جبل  فلما كان الغد هجَّرت ، فوجدته قد سبقنى بالتهجير، ووجـدته يصلى، فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قِبَل وجهه ، فسلَّمت عليه . ثم قلت : والله إنى لأحـبُّك فى الله ، فقال : آلله ؟ فقلت : آلله ، فقال : آلله ؟ فقلت : آلله ، فقال : آلله ؟ فقلت : آلله ، قال : فأخذ بحبوة ردائى ، فجبذنى إليه ، وقال : أبشر ، فإنى سمعت رسول  يقول : قال الله تبارك وتعالى : وجبت محبتى للمتحابين فىّ ، والمتجالسين فىّ ، والمتزاورين فىّ ، والمتباذلين فىّ )) ( )
وفى الحديث الذى رواه مسلم وأبو داود أنه  قال : (( والـذى نفسى بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على


شىء إذا فعلتموه تحاببتم : أفشوا السلام بينكم ))( ) .
فسلم على أخيك بصدق وحرارة ، لا تسلم سلاماً باهتاً بارداً لا حرارة فيه.
إننا كثيراً لا نشعر بحـرارة السلام واللقاء ولا بإخلاص المصافحة .. لا نشعر أن القلب قد صافح القلب .
ففى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة  قال عليه الصلاة والسلام. (( الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، فخيارهم فى الإسلام خيارهم فى الجاهلية إذا فقهوا والأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ))( ).
قال الخطابى : فالخَيِّر يحنو إلى الأخيار والشرير يحنو إلى الأشرار هذا هو معنى ما تعارف من الأرواح ائتلف وما تنافـر وتناكر من الأرواح اختلف ، لذا لا يحب المؤمن إلا من هو على شاكلته من أهل الإيمـان والإخلاص ولا يبغض المؤمن إلا منافـق خبيث القلب ، قال الله تعالى  إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا  [ مريم : 96 ]. أى يجعل الله محبتة فى قلوب عباده المؤمنـين ، وهذه لا ينالها مؤمن على ظهر الأرض إلا إذا أحبـه الله ابتداءً . كما فى الصحيحين من حديث أبى هريرة قال رسول الله  : (( إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال : إنى أحب فلاناً ، فأحبه قال : فيحبه جبريل ، ثم يُنادى فى السماء فيقول : إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء . قال ثم يوضع له القبول فى الأرض ، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول : إنى أُبغض فلاناً فأبغضه فقال : فيبغضه جبريل ثم يُنَادى فى أهل السماء : إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه . قال : فيبغضونه . ثم توضع له البغضاء فى الأرض ))( )
أيها الأحباب الكرام :
المرء يوم القيامـة يحشر مع من يحب ، فإن كنت تحب الأخيار الأطهار ابتداءً من نبيك المختار وصحابته الأبرار والتابعين الأخيار ، وانتهاء بإخوانك الطيبين فإنك ستحشر معهم إذا شاء رب العالمـين وإن كنت تحب الخبث و الخبائث وأهل الفجور واللهو واللعب كنت من الخاسرين فتحشر معهم إذا شاء رب العالمين .
ففى الصحيحين من حديث أنس بن مالك  : أن رجلاً سأل النبى  عن الساعة .فقال يا رسول الله متى الساعة . قال : (( وما أعددت لها )). قال : لا شىء ، إلا أنى أحب الله ورسوله . فقال : (( أنت مع من أحببت )) قال أنس : فما فرحنا بشىء فرحنا بقول النبى  : (( أنت مع من أحببت )) .قال أنس فأنا أحب النبى  وأبا بكر وعمر ، وأرجو أن أكون معهم بُحبِّى إياهم وإن لم أعمل بعملهم ))( ).
ونحن نشهد الله أننا نحب رسول الله وأبى بكر ، وعمر ، وعثمان وعلىّ وجميع أصحاب الحبيب النبى ، وكل التابعين لنهجه وضربه المنير ونتضرع إلى الله بفضله لا بأعمالنا أن يحشرنا معهم جميعاً بمنه وكرمه وهو أرحم الراحمين.
ولله در القائل :
أتحب أعـداء الحبيب وتدعـى حباً له ، ما ذاك فى الإمكـان
وكذا تعادى جاهـداً أحبـابه أين المحـبة يا أخا الشيطان ؟!
إن المحــبة أن توافـق مـن تحب على محـبته بلا نقصـانِ
فلئن ادعيت له المحبـة مـع خلاف ما يحب فأنت ذو بهتان
لو صـدقت الله فيما زعمتـه لعاديت من بالله ويحـك يكفرُ
وواليت أهل الحق سراً وجهـرة ولما تعاديهم وللكـفر تنصـرُ
فما كل من قد قال ما قلت مسلم ولكن بأشراط هناك تذكـرُ
مباينة الكـفار فى كـل موطن بنا جاءنا النص الصحيح المقرر
وتخضع بالتوحـيد بين ظهورهم تدعـوهم لـذاك وتجــهر

ومن السُّنَّة إذا أحب الرجـل أخاه أن يخـبره كما فى الحديث الصحيح الذى رواه أبو داود من حديث المقدام بن معد يكرب  أن النبى  قال : (( إذا أحب الرجل أخاه فيخبره أنه يحبه ))( ).
وفى الحديث الذى رواه أبو داود من حديث أنس : أن رجلاً كان عند النبى  فمر به رجل فقال : يا رسول الله ! إنى لأحب هذا . فقال له النبى  : (( أعلمته ؟ )) قال : لا . قال : (( أعلمه )) قال : فلحقه ، فقال : إنى أحبك فى الله . فقال : أحبك الذى أحببتنى له( ) .
وفى الحديث الـذى رواه أبو داود وأحمد وغيرهما من حديث معاذ بن
جبل أن النبى  أخذ بيده وقال (( يا معـاذ والله إنى لأحبـك )) .
فقال معاذ : بأبى أنت وأمى يا رسـول الله ، فوالله إنى لأحبك . فقال  : (( أوصيك يا معاذ فى دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعنى على ذكرك وشكرك ، وحسن عبادتك ))( ).
وامتثالاً لأمر النبى الكريم ،فإنى أشهد الله أنى أحبكم جميعاً فى الله وأسأل الله أن يجمعنى مع المتحابين بجلاله فى ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، إنه ولى ذلك والقادر عليه .
أقول قولى هذا ، و أستغر الله لى ولكم .
الخطبة الثانية :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ،وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ،وأشهد أن محمداً عبد ورسوله اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه ، وعلى آله ، وأصحابه ، وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين .
أما بعد أيها الأحبة الكرام .
الحق الثانى : أن لا يحمل الأخ لأخيه غلاً ولا حسداً ولا حقداً .
أحبتى فى الله :
المؤمن سليم الصدر ، طاهر النفس ، نقى ، تقى القلب ، رقيق المشاعر رقراق العواطف ، فالمؤمن ينام على فراشه آخر الليل - شهد الله فى عليائه - أنه لا يحمل ذرة حقد ، أوغل ، أو حسد لمسلم البتـة على وجه الأرض ، والنبى  يقول كما فى الصحيحين من حديث أنس بن مالك  .
(( لا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا تنافسوا ، وكونوا عباد الله إخوانا ))( ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




سلسله خطب للشيخ محمد حسان (1 ) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسله خطب للشيخ محمد حسان (1 )   سلسله خطب للشيخ محمد حسان (1 ) - صفحة 2 Empty18/11/2008, 11:28 pm

إن الحقد والحسد من أخطـر أمراض القلوب والعياذ بالله ، فيرى الأخ أخاه فى نعمة ، فيحقد عليه ويحسده ، ونسى هذا الجاهل ابتداءً أنه لم يرض عن الله الذى قسم الأرزاق ، فليتق الله وليعد إلى الله سبحانه وتعالى وليسأل الله الذى وهب وأعطـى أن يهبه ويعطيه من فضله ، وعظيم عطائه ، ويردد مع هؤلاء الصادقين :  رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ  [ الحشر : 10 ] .
وردد مع هؤلاء بصفاء ، وصدق ، وعمل ، فقد قال الله فيهم :  وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ  [ الحشر : 9 ]. ففى مسند أحمد بسند جيد من حديث أنس قال كنا جلوساً عند النبى  فقال المصطفى : (( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة )) فطلع رجل من الأنصار ، تنطف لحيته من وضوئه ، قد تعلق نعليه فى يده الشمال ، فلما كان الغد قال النبى  مثل ذلك ، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى ، فلما كان اليوم الثالث ، قال النبى  مثل مقالته أيضاً ، فطلع ذلك الرجـل على مثل حالـه الأولى ، فلما قام النبى  ، تبعه عبد الله بن عمـرو بن العاص فقال : إنى لا حَيْتُ أبى فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا فإن رأيت أن تؤينى إليك حتى تمضى فعلت ؟ قال : نعم ، قال أنس : وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالى الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا تعار( أى انتبه فى الليل ) وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر ، قال عبد الله غـير أنى لم أسمعه يقول إلا خيراً ، فلما مضت الثلاث ليالٍ وكـدت أن أحتقر عمله ، قلت يا عبد الله إنى لم يكـن بينى وبين أبى غضب ولا هجر ثَمَّ ولكن سمعت رسول الله  يقول لك ثلاث مرات : (( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنـة )) فطلعت أنت الثـلاث مرار ، فأردت أن آوى إليك لأنظر ما عملك فأقتدى بك،فلم أرك تعمل كثير عمل فما الذى بلغ بك ما قال رسول الله  ؟! قال : ما هى إلا ما رأيت . قال فلما وليت وعانى فقال : بما هو إلا ما رأيت غير أنى لا أجد فى نفسى لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه . فقال عبد الله : هذه التى بلغت بك ، وهى التى لا نطيق .( )
إن سلامة الصدر من الغل والحسد بلغت بهذا الرجل أن يشهد له رسول الله  بالجنة وهو فى الدنيا .. يا لها من كرامة .
الحق الثالث : طهارة القلب والنفس .
إن من حقوق الأخـوة فى الله أنك إن لم تستطع أن تنفع أخاك بمالك فلتكف عنه لسانك ، وهذا أضعف الإيمـان ، فإن تركنا الألسنة تُلقى التهم جزافاً دون بينة أو دليل ، وتركنا المجال فسيحاً لكل إنسان أن يقول ما شاء فى أى وقت شاء ، فإنما ينتشر بذلك الفساد والحسد، والبغضاء ، فإن اللسان من أخطر جوارح هذا الجسم ، قال الله جل وعلا :
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ  [ ق : 18 ] .
وقال تعالى :  إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّـونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ ءَامَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ  [ النور : 19 ] . وقال جـل فى علاه :  إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَـاتِ الْغَافِـلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(23)يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(24)يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ  النور : [ 23،25 ] . تورع عن إخوانك ، أمسك عليك لسانك ، واتقى الله فوالله ما من كلمة إلا وهى مسطرة عليك فى كتاب عند الله لا يضل ربى ولا ينسى .
ففى الصحيحين من حديث أبى هريرة  أنه  قال : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ))( ).
وفى الصحيحين من حديث أبى موسى قلت يا رسـول الله أى المسلمين أفضل ؟ قال : (( من سلم المسلمون من لسانه ويديه ))( ) .
وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة واللفظ للبخـارى أنه  قال : (( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضـوان الله ، لا يلقى لها بالا ، فيرفعه الله بها فى الجنة ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، لا يلقى لها بالا ، فيهوى بها فى جهنم ))( ) .
وفى حديث ابن عمر أن النبى  قال : (( الربا اثنان وسبعون باباً أدناها مثل إتيان الرجل أمه وإن أربا الربا استطالة الرجل فى عِرْضِ أخيه ))( ).
وأختم هذه الطائفـة النبوية الكريمة بهذا الحديث الذى يكاد يخلع القلب والحديث رواه الإمام أحمد فى مسنده ،وأبو داود فى سننه من حديث يحيى بن راشد قال  : (( … من قال فى مؤمن ما ليس فيه اسكنه الله ردغة الخبال حتى يخـرج مما قال ))( ) . وردغة الخبـال : عصارة أهـل النار ، والرَّدغة – بفتح الدال وسكونها- الماء والطين .
والله لو نحمل فى قلوبنـا ذرة إيمان ونسمع حديث من هذه الأحاديث
للجم الإنسان لسانه بألف لجام قبل أن يتكلم كلمة ولكن لا أقـول ضعف
إيمان ، بل إن لله وإن إليه راجعون .
الحق الرابع : الاعانه على قضاء حوائج الدنيا على قدر استطاعتك .
واسمع إلى هذا الحديث الذى تتلألأ منه أنوار النبوة :
عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : أن رجلاً جاء إلى النـبى  فقال : يا رسول ! أى الناس أحب إلى الله ؟ وأى الأعمال أحب إلى الله ؟ فقال رسول الله  : (( أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل ، سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه ، أو يقضى عنه دينا ، أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشى فى حاجة أخى المسلم أحب إلىّ من أن اعتكف فى المسجد شهراً ( يعنى : مسجد المدينة ) ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظه – ولو شاء أن يمضيه أمضاه – ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم فى حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله قدمه يوم تَزِلُّ الأقـدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمـل كما يفسد الخـل العسل ))( ).
فمن حق المسلم على المسلم إن استطاع أن يعينه فى أمر من أمور الدنيا أن لا يبخل عليه فأنت يا مسلم لئن مشيت فى حاجة أخيك المسلم أفضل عند الله تعالـى من أن تعتكف فى المسجد شهراً واثبت الله قدمك يوم تزل الأقدام .
وفى صحيح مسلم من حديث أبى هـريرة يقول المصطفى  : (( من نفث عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفث الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلماً ستره الله فى الدنيا والآخرة ، والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه … ))( ).
فيا أخى المسلم ، يا منْ منَّ الله عليك بمنصبٍ أو جاه . إن استطعت أن تنفع إخوانك فافعل ولا تبخل وبالمقابل يجب على المسلمـين ، أن لا يكلفوا إخوانهم بما لا يطيقون وإن كلفوهم فعجزوا فليعذروهم قال تعالى :
لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا  [ البقرة : 286 ].
وما أجمل أن يقول الأخ لأخـيه : أسأل الله أن يجعلك مفتـاح خير ، وهذه حاجتى إليك ، فإن قضيتها حمدت الله ،ثم شكرتك ، وإن لم تقضها لى حمدت الله ثم عذرتك ، ها هى الأخوة .
الحق الخامس : بذل النصيحة بصدق وأمانة .
ففى صحيح مسلم من حديث تميم الدارى  أن رسول الله  قال (( الدين النصيحة )) قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : (( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ))( ).
لكن أتمن من الله أن يع إخوانى الضوابط الشرعية للنصيحة .
قال الشافعى : من نصح أخـاه بين الناس فقد شانه ، ومن نصح أخاه فيما بينه وبينه فقد ستره وزانه .
والناصح الصـادق : رقيق القلب ، نقى السريرة ، مخلص النية ، يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، فإن رأى أخاه فى عيب دنى منه بحنان ، وتمـنى أن لو ستره بجـوارحه لا بملابسه ، ثم قال له حبيبى فى الله . ثم يبـين له النصيحة بأدب ورحمة ،وتواضع ،فلتُشْعِر أخاك وأنت تنصحه : بحبك له ، وبتواضعك وخفض جناحك له ، فقد سطر الله فى كتابه  مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ …  [ الفتح : 29 ] .
جلس رجل فى مجلس عبد الله بن المبارك فاغتاب أحد المسلمين ، فقال له عبد الله بن المبارك : يا أخى هل غزوت الروم ؟! قال : لا . قال : هل غزوت فارس ؟! قال : لا . فقال عبد الله بن المبارك : سلم منك الروم وسلم منك فارس ، ولم يسلم منك أخوك !!
والذى بُذِلَ له النصيحة عليه أن يحسن الظن بأخيه الناصـح ولا تأخذه العزة بالإثم ، وأن يتقبلها منه بلطف ، وأدب ، وتواضع ، وحب ، ويشكره عليها ويدعو له بظاهر الغيب .
ورحم الله من قال : رحم الله من أهدى إليَّ عيوبى .
الحق السادس : التناصر
عن أنس بن مالك  قال : قال رسول الله  : (( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، فقال رجل : يا رسول الله أنصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً ؟ فقال  : (( تأخذ فوق يديه ))( ) .
انصر أخاك فى كل الحوال، إن كان ظالماً خذ بيده عن الظلم، وإن كان مظلوماً وأنت تملك أن تنصره انصره ، ولو بكلمة وإن عجزت فبقلبك وهذا أضعف الإيمان .
الحق السابع : أن تستر عيب أخيك المسلم وتغفر له ذلاته :
وهذا من أعظم الحقوق : فالأخ ليس مَلَكاً مقرباً ، ولا نبياً مرسلاً ، فإن ذل الأخ فى هفوة فهو بشر ، استر عليه .
قال العلماء : الناس صنفان . صنف اشتهر بين الناس بالصلاح والبعد عن المعاصـى ، فإن ذل ووقع وسقط فى هفوة من الهفـوات على المسلمين أن
يستروا عليه ، ولا يتبعوا عوراته .
ففى الحديث الصحيح الذى رواه أحمد وأبو داود من حديث أبى برزة الأسلمى  أنه  قال : (( يا معشر من آمن بلسانه ، ولما يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عوراتهم ، تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته ، يفضحه فى بيته ))( ) .
نسأل الله أن يسترنا وأياكم بستره الجميل .
والصنف الثانى من الناس : يبارز الله بالمعاصى ويجهر بها ، ولا يستحى من الخالق ، ولا من الخلق ، فهذا فاجر ، فاسق ، لا غيبة له .
وأخيراً : الطريق إلى الإخوة .
وأنا أعتقد اعتقاداً جازماً أن الطريق قد وضع فى ثنايا المحاضرة ولكننى أجمل هذا الطريق فى خطوتين اثنتين لا ثالث لهما .
أما الخطوة الأولى : العودة الصادقة إلى أخلاق هذا الدين .
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فلنعد إلى هذه الأخلاق السامية التى ينفرد بها الدين الإسلامى لتعود لنا الأخوة الصادقة فى الله ، تعود الأخوة الحقيقة .. فلتلتئم الصفوف ، وتضمد الجراح ، وتلتقى الأمة على قلب رجل واحد .
فوالله ثم والله لا ألفة ، ولا عزة ، ولا نصرة ، ولا تمكـين ، إلا بالعودة الصادقة إلى أخلاق هذا الدين وإن شئت فقل العودة الصادقة إلى أخلاق سيد المرسلين ، فلقد لخصت عائشة رضى الله عنها أخلاق النبى فى كلمات قليلة ولكنها عظيمة فقالت (( كان خلقه القـرآن ))( ) نعم والله إنه  كان قرآن يمشى على الأرض فى دنيا الناس .
أيها الأحبة : قد يكون من اليسير جداً –كما أقرر دائماً – تقديم منهج نظرى فى التربية والأخلاق ، بل إن المنهج هذا موجود بالفعل وسُطِّر فى بطون الكتب والمجلات ولكن هذا المنهج لا يساوى قيمة الحبر الذى كتب به إن لم يتحول فى حياة الأمة مرة أخرى إلى واقع عملى وإلى منهج حياة فإن البون شاسعاً بين منهجنا المنير المضىء ووقعنا المر المرير الأليم .
الخطوة الثانية : نتحرك لدعوة المسلمين إلى هذه الأخلاق بالحكمة والموعظة الحسنة .
بعد أن نحوِّل هذه الأخلاق النظرية إلى واقع عملى منير مضىء فى حياتنا يجب علينا بعد ذلك أن نتحرك لدعوة المسلمين إلى هذه الأخـلاق بالحكمة البالغة والموعظة الحسنة ، والكلمة الرقيقة الرقراقة ، والرفق والحلم ، فهذا هو مقام دعوة الناس إلى الله فى كل زمان ومكان قال الله تعالى :
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ  [ النحل : 125 ] .
وقال تعالى :  وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ  [ آل عمران : 159 ] أسأل الله أن يربط قلوبنا برباط وثيق رباط الحب فى الله ، حتى نعود مرة أخرى إلى عزتنا وكرامتنا وسيادتنا وتتحقق السنن الربانية فينا بحوله ومدده إنه ولى ذلك والقادر عليه .
احبكم جميعا في الله جزاكم الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسله خطب للشيخ محمد حسان (1 )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الطريق إلي الإسلام :: القسم الأسلامي :: التعريف بالأسلام-
انتقل الى: