روح الصلاة الخشوع، وقد وصف الله المؤمنين بقوله "
والذين هم في صلاتهم خاشعون" وإذا أراد المصلي أن يخشع في الصلاة، وأن يركز انتباهه فيها
فعليه قبل أن يدخل في الصلاة ان ينحي جانباـ ما استطاع
ـ كل ما يشغله من امور الدنيا حتى يفرغ للصلاة ،
بمعنى انه إذا كان جائعا أكل، وإذا كان في حاجة ماسة الى النوم نام
، وإذا كان قد حضر إليه خطاب ويريد ان يقرأه فليقرأه
، يعني يفرغ نفسه تماما للصلاة
، كما ان عليه ان يعلم أنه أثناء الصلاة يقف ليخاطب أعظم وأكبر الموجودات
، وأنه يراه ويستمع إليه وعليه أيضا أن يدرك أنها قد تكون هذه آخر صلاته
، وأنه سيلقى الله عز وجل بعدها مباشرة
؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صف أصحابه للصلاة قال لهم:
"
صلوا صلاة مودع واستحضروا عظمة ربكم."
فإذا حاولت نفسه الخروج به عن الصلاة جاهدها وله أجر كبير على هذا الجهاد
؛ قال تعالى: "
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين"
في النهاية نقول:
إن الله سبحانه وتعالى يعلم ضعف الإنسان
ويعلم أنه قد يضعف أمام بعض هموم الحياة فقال في كتابه الكريم :
"
فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون"
ولم يقل "
في صلاتهم ساهون"
وشرع النبي صلى الله عليه وسلم سجود السهو
لجبر ما قد يحدث في الصلاة من خطأ سهوا
، وعلى العموم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"
ليس للمرأ من صلاته إلا ما عقل منها"
أي أن أجر الصلاة يكون على مقدار التركيز فيها واستحضار عظمة الله أثناءها.