ما جزاء مرتكب الزنا ؟ الاجابة للشيخ صالح الكرباسي تعريف الزنا :
الزِّنا : وَطءُ الذكر للأُنثى حراماً من دون عقد ، و عند فقهائنا هو إيلاج البالغ العاقل ذَكَرَهُ قدر الحشفة في فرج الأُنثى المُحَرَّمة من غير عقد و لا ملك و لا شُبهة عالما مختارا .
و الزاني : فاعل الزنا ، و الجمعُ زناة كقُضاة .
حكم الزنا :
و الزنا حرام في الشريعة الإسلامية بنص القرآن الكريم ، فقد قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ﴾ [1] .
و قال عَزَّ مِنْ قائل : ﴿ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [2] .
و قال جَلَّ جَلالُه : ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴾ [3] .
عقاب الزناة :
لمرتكب الزنا ذكراً كان أم اُنثى عقابان :
الأول : العقاب الدنيوي :
العقاب الدنيوي لجريمة الزنا هو الحَدُّ الشرعي [4] ، و هو على أنواع :
1. القَتْل : و هو حدُّ الزاني بالمُحرَّمات نَسَبَاً ، و حَدُّ الزاني بإمرأة أبيه ، و حَدُّ من أكره إمرأةً على الزنا .
2. الجَلْدُ [5] و الرَجْمُ [6] معاً : للشيخ [7] المُحْصَن [8] و الشيخة المُحْصَنة .
3. الرَجْمُ فقط : للمُحْصن و المحصنة غير الشيخ و الشيخة .
4. الجَلْدُ و الحَلْقُ و النَفيُ [9] للشاب غير المُحْصَن .
5. الجَلْدُ فقط : للمرأة غير المُحصنة .
الثاني : العقاب الاُخروي :
أما العقاب الأُخروي لمعصية الزنا فقد تَحَدَّثت عنه روايات عديدة ، منها ما رُوِيَ عن النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) : " أَلَا وَ مَنْ زَنَى بِامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَوْ يَهُودِيَّةٍ أَوْ نَصْرَانِيَّةٍ أَوْ مَجُوسِيَّةٍ ، حُرَّةٍ أَوْ أَمَةٍ ، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهُ ، وَ مَاتَ مُصِرّاً عَلَيْهِ ، فَتَحَ اللَّهُ لَهُ فِي قَبْرِهِ ثَلَاثَمِائَةِ بَابٍ تَخْرُجُ مِنْهَا حَيَّاتٌ وَ عَقَارِبُ وَ ثُعْبَانُ النَّارِ ، فَهُوَ يَحْتَرِقُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَإِذَا بُعِثَ مِنْ قَبْرِهِ تَأَذَّى النَّاسُ مِنْ نَتْنِ رِيحِهِ ، فَيُعْرَفُ بِذَلِكَ وَ بِمَا كَانَ يَعْمَلُ فِي دَارِ الدُّنْيَا حَتَّى يُؤْمَرَ بِهِ إِلَى النَّارِ .
أَلَا وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَرَّمَ الْحَرَامَ وَ حَدَّ الْحُدُودَ ، فَمَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ مِنْ غَيْرَتِهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ " [10] .
و عَنْ الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) أنه قال :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " يؤتى بالزاني يوم القيامة حتى يكون فوق أهل النار ، فيقطُرُ قطرة من فرجه فيتأذى بها أهل جهنم من نَتِنِها ، فيقول أهل جهنم للخُزَّان ما هذه الرائحة المنتنة التي قد آذتنا ؟
فيقال لهم : هذه رائحة زانٍ .
و تؤتى بامرأة زانية فيقطُرُ قطرة من فرجها فيتأذى بها أهل النار من نَتِنِها " [11] .