رأي الشرع في التعامل مع الزميلات المسيحيات ..ا
ســؤال: أريد أن استفسر عن حدود التعامل مع الزميلات غير المسلمات حيث إنني أعمل بمؤسسة ولي زميلات مسيحيات وأحاول أن لا أكون منفر بالتعامل معهم على أمل أن يهديهم الله وأنال شرف هدايتهن للإسلام وأحاول كثيرا بطريقة عقلانية إثبات أنهم على باطل ولا أعرف بالضبط حدود تعاملي معهن:
هل محرم علي الأكل والشرب معهم ( طبعا الطعام ليس منهم وإنما من مطعم مثلا )
وبالنسبة للتحية هل يجوز أن أحييهم بالسلام عليكم؟
وان رغبوا بزيارتي هل أستطيع استقبالهم في بيتي؟
أرجو أن لا أكون أثقلت على فضيلتك بأسئلتي وجزاك الله خيري الدنيا والآخرة
=================
الجواب: جواب : شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم، حفظك الله ورعاك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا وأعانك الله.
أولا: لا يُقال: "مسيحي ولا مسيحية"، بل يُقال: نصراني ونصرانية. وهذا هو التعبير الوارد في الكِتاب والسنة.
وسبق التنبيه على ذلك في مقال بعنوان : كلمات وألفاظ في الميزان .
ثانيا : لا حَرَج في التعامل مع النصرانيات تعاملا حسنا، لِقول الله تبارك وتعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
لِمَا في حُسن التعامل من رجاء هدايته، وترغيبه في الإسلام، ولأن هذا أصلا من أخلاق المسلِم. ولا يجوز أن يتجاوز هذا التعامل الظاهري، فلا يجوز أن يُحَبّ النصراني وهو على نصرانيته.
ثالثا : يجوز الأكل مِن أكل النصراني إذا عُلِم أنه يذبح ذبحا شرعيا – هذا في اللحوم – ، أما إذا كان يشتري اللحوم من أسواق المسلمين، فلا حرج في أكل ما يصنعه؛ لأن الله أباح لنا طعام أهل الكِتاب، بقوله تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ). وقد أجاب نبينا صلى الله عليه وسلم دَعوة يهودي دعاه لتناول الطعام. كما في مسند الإمام أحمد .
رابعا : يجوز لك استقبالهم في بيتك، ويجوز لك زيارتهم في بيوتهم، إذا أُمِنت الفتنة، أو دُخول رجالهم عليكم، ولا يجوز الجلوس على مائدة يُدار فيها الْخَمْر، لأن هذا قد يحصل في بيوتهم.
قال عليه الصلاة والسلام: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يُشرب عليها الخمر. رواه الإمام أحمد وأبو داود.
خامسا: لا يجوز ابتداء النصارى – والكفار عموما – بالسلام الشرعي، أي: لا يُقال لهم: السلام عليكم، لقوله عليه الصلاة والسلام: لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه. رواه مسلم. وتجوز تحيتهم بغير ذلك إذا رُجِي إسلامهم، مثل: صباح الخير ونحو ذلك.
سادسا: قد لا يكون من الحكمة إثبات أنهم على باطل ابتداء، بل تُبيَّن لهم محاسن الإسلام ابتداء؛ لأنّ ذلك أدعى لقبول الحق، كما أن بيان الحق وإظهاره واضحا جَلِيًّـا يُظهر سُوء الباطِل!
فبيان محاسن الإسلام تعرِية للباطِل، وهتْك لأستار الكُفر.
وكان الله في عونك.
================