الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، والصلاة والسلام على الكوكب الدرّي، وصاحب الوجه البدري، من كان على الدوام كوكباً يهتدي به المدلجون، وغيثاً ينتجعه الظامئوون، وعلى آله وصحبه وبعد :
يتساءل المسلمون : ما هذه الكلمات التي نقرؤها، والأسلوب الذي لم نعهده؟ واللحن النشاز الذي نسمعه؟ والتي تنطلق من الحناجر اللادينية؟
من أيّ مستنقع خرج؟ وفي أيّ الكهوف المظلمة درج؟ وما مسقط رأسه .. .وموطيء قدمه؟
فإلى هؤلاء المتسائلين .. أهدي لكم طرفاً من الخبر .. من (
بصير) دخل تلك الكهوف مسضيئاً بقبس من أنوار الهدى .. فشهد مايدور خلف الكواليس مما يستخفون به من أعين الناس ..
إنها جرّة قلم .. وقطرة حبر .. بها تعلمون حقيقة المشهد .. وتبصرون دمامة الوجه قبل وضع المساحيق عليه .. وقد جعلتها محطّات منوّعة .. وبوارق خاطفة .. تكفي الأريب الأديب .. والحصيف العاقل ..
واللبيب بالإشارة يفهم !
المحطة الأولى : توطئة لابدّ منها ثمة شخصيات هزلية .. سيدور الحديث عنها .. قد لايعرفها بعض القرّاء .. إننا سنستخدم بكثرة لفظة
( اللاديني واللادينية ) .. وبعيداً عن متاهات التعريفات المنطقية والحدود الفلسفية فاللادينية ببساطة :
عدم الإيمان بوجود ديانات سماوية .. وأنها من صنع الإنسان .. والفرق بينها وبين ( الإلحاد ) هو أنك تجد الملحد لا يؤمن بوجود الله .. بينما يؤمن اللاديني بوجوده مع عدم الإيمان بالنبوات .. هذا في الأصل ..
أما من نتحدث عنهم اليوم فهم ليسوا مجرّد شخصيّات لم تصلهم دلائل النبوّة ..
بل هم مخلوقات حاقدة تريد هدم الإسلام ومنع الناس من الدخول فيه باسم (اللادينية ) .
وعن ( اللاأدرية ) فهم من يجيبون عن جميع التساؤلات بقولهم : لا أدري ! ..
كأن يقولوا : ربما الإسلام على حق..وربما على باطل .. وربما ثمّة أنبياء وربما لا ..
وهكذا تعصف بهم رياح الشكوك من كل جانب .. جزاء لمن أعرض عن ذكر الله وآياته .
المحطة الثانية : وكانت البدايةفي مملكة الظلام..وأوحال الغدر .. حيث الأنفاس المنتنة..والأجواء الموبوءة ..
خرجت أرواح خبيثة في أجساد بشر .. جمعها الجحد للحق والخديعة للخلق ..
وقامت قيامة كفرهم لما رأوا نور الله يسري في بحرٍ وبرّ ..
فتداعوا من أصقاع الأرض ..
في هجمة فكريّة كفريّة ..لطمس هويّة الأمة .. وتشكيكها في ثوابتها.
لقد رأوا تداعي أساليب النصارى والمستشرقين وتهاويها أمام قلعة الإسلام المحصّنة بالعلم والبرهان .. فوضعوا أجندتهم .. وحدّدوا أهدافهم .. وأحدّوا سلاحهم .. ورسموا خططهم..جنّدوا خلالها لفيفاً من المرتزقة..الذين يبيعون ذممهم بأبخس الأثمان ليشتروا حقير المتاع .
قال قائلهم : لتكن لكم نعومة الأفعى في انسلالكم إلى قلوب المسلمين ..
فإن المسلم لا يغيّر دينه بسهولة..
فلا بد من تخديرشعوره وإلهاء نفسه عن الحقيقة قبل شقّ صدره وبذر الشكوك في قلبه.
ومنذ ذلك اليوم وهم يرمون بقوس الشبهات النبال..وتتكسّر النصال على النصال ..
يحسبون أنهم قادرون على هدم صرحٍ أطنابهُ في أعماق الأرض..وهامته تشقّ الفضاء .. فأنّى لهم ذلك !!
المحطّة الثالثة : يرقات لادينيّةوبعد مرور خمس سنين على (أكاديميّة) بني لادين .. انتقلوا إلى مرحلة ثانية .. وهي ما عبّر عنها المراقبوان بــ(
تفريخ اليرقات اللادينيّة)..وقد جاءت هذه المرحلة بعد سقوطهم المدوّي وافتضاح أمرهم..على يد ثلّة من فتيةٍ مؤمنة .. أظهروا للناس حقيقتهم..وردّوا أكاذيبهم ..
في منتدى التوحيد وحرّاس العقيدة وغيرهما..
فلم تعد دعوتهم تلقى رواجاً..ومما زاد الأمر سوءا عندهم قوافل العائدين ممن زالت الغشاوة عن أعينهم..
وانقشعت عن سمائهم ضبابة الأوهام ..
بعد أن كانوا قد أحسنوا الظن في مبدئهم بالملاحدة واللادينيين..وظنّوها دعوة حقيقيّة لتحرير الفكر
(كما زعموا ) .. فلما أشرقت شمس الهداية تبيّن الحقّ من الباطل .. والأصيل من البهرج .. والفرس ..
من الحمار.
في ذلك المُناخ تحديداً ..
انبثقت أذهانهم عن استراتيجيّة جديدة .. تقضي بنشر ( يرقاتهم ) في منتديات المسلمين العامّة ..
مستغلّين الثغرات ( القانونيّة ) فيها .. خصوصاً إذا وجدوا عبارات لا تنظّم الحريّة في الطرح ..
أو أبصروا شعارات تنادي بـ( عصريّة الفكر ) .. عندها يرفع اللاديني عقيرته منادياً بني قومه :
أدركتم العشاء والمبيت!!
تبدأ عمليّات ( تبويض اليرقات !! ) بأطروحات تساؤليّة حول قضايا شرعيّة
تقوم في الأصل على المغالطة وتشويه الحقائق ..
وسرعان ما تملأ هذه الشبهات الإنشائيّة مجاري الصحّي طافية إلى السطح ..
لتُغرق أرجاء المنتدى رغم تفاهتها وانعدام ترابطها.
وبالرغم من الردود الإسلاميّة الكثيرة والكافية ..
إلا أننا نجدهم يقابلون الإجابة على تساؤلاتهم
بالحيدة والتهرّب والشبهات الجديدة بقصد تشتيت الأنظار عن فشلهم في الدفاع عن أطروحاتهم ..
وهي حيلة الكاذب عندما يكذب كذبته ثم يكذب ألف كذبة ليصرف الناس عن الكذبة الأولى ..
والمحصّلة النهائية لما سبق : استنزاف الجهود..
وتضييع الأوقات .. وتحقيق أهدافهم المنشودة
( زرع بذور التشكيك) وكفى بها من مصيبة.
ولو رجعنا إلى المنتديات المعنيّة بحوار هذه الكائنات العجيبة .. لوجدنا أن (
قطار الحوار)
الذي يسعى الموحّدون إلى وضعه على السكّة .. يخرج عن مساره باستمرار ..
نتيجة لتصرّفات اللادينيّة الرعناء .. حيث يصرّون على ممارسة هوايتهم المحبّبة في إفساد الردود ..
مرّة بتشعيب الموضوع ..
وثانية بالحيدة عن الجواب ..
وثالثة بالإصرار على إيراد جملة من الشبهات في مرّة واحدة ..
ورابعة بالسخريّة والاستهزاء على القيم والأخلاق ..
بل وعلى المقدّسات الإسلاميّة .
وبعد ذلك تجدهم يتساءلون بكلّ براءة ووداعة : لماذا لا تتاح لنا حريّة أكبر للحوار في منتديات المسلمين؟
إن هذا التساؤل على قصره يحتوي على ما يُسمّى
بالــ(
Hidden Words ) ..كلمات كامنة ما بين السطور ..
ويمكننا أن نقرؤها كالتالي :
(( لماذا لا تتاح لنا فرصة تمرير الشبهات وتشعيب الموضوع وإخراجه عن مساره ..
ولماذا لا تتاح لنا حريّة الهمز واللمز بالمقدّسات ..
والفرصة لتمرير الشبهات على المسلمين
دون إحراج لنا بالرجوع إلى قواعد التفكير ومنطق العقل ومناقشة الأدلة )) ؟؟
من هنا .. كان لابد من وقفة جديدة نجدها في المحطّة التالية :
المحطّة الرابعة : نصيحة إلى أصحاب المنتديات الإسلاميّة ما هي الغاية التي تسعى منتدياتكم إلى تحقيقها..؟
هل فتحتموها قاصدين النقاش مع الملاحدة واللادينيين؟؟؟
إن كان كذلك فكيف تقدمون على هذه الخطوة
وليس لديكم العدّة والعتاد ولا الكادر الكافي لصدّ غزوهم منتدياتكم ؟؟
وإن لم يكن كذلك : فلماذا تسمحون لهم بالكتابة فيها ؟؟؟
ألا تعلمون أن كلّ مسبّة يكتبونها
يُكتب عليكم وزرها ووزر من اطّلع عليها ؟؟؟
ألا تعلمون أنكم قد تكونون سببا لفتنة ضعفة الناس فن دينهم..؟؟
فنصحي لكم أن تحكموا السيطرة على الوضع برقابة صارمة وردود حاسمة وكتّاب متخصّصين .. .
أو تقفلوا المنتدى ..
فذلك أفضل من السماح باستباحة المقدّسات والتمكين للعهر الفكري من التواجد في منتديات المسلمين..
تريدون هداية هؤلاء؟؟؟
فإنهم غير صادقين حتى ينفعهم الصدق ويعودوا إليه.. إنما هم ( مسوخ ) تم إعدادها في منتدياتهم لغزو المسلمين في عقر دارهم والتشويش عليهم – كا تفعل الحشرات عندما ترى بيتاً جديداً مليئاً بالخير .. لم يأتوا للبحث عن الحق فقد سمعوه وأٌسمعوه فكروا به .. وصدق ربّنا القائل : (( وودوا لو تكفرون))
فإن سألتم ما نفعل بهم إذاً ؟
فليكن من شروط التسجيل عندكم
عدم نشر ما يخالف الدين الإسلامي ، ومن خالف ذلك تُوقف عضويّته ويطرد وهذا جزاؤهم لتعدّيهم على المقدّسات وقدحهم في المسلّمات وتكذبيهم البيّنات..
.أو
تعتذروا من تواجدهم مع إحالتهم للمنتديات المتخصصة للحوار مع أمثالهم
كمنتدى التوحيد وحراس العقيدة ..
والجامع ..
وابن مريم ..
وهذا أشدّ شئ عليهم .. وأثقله على ظهورهم .
وفي حال موافقتكم على مشاركتهم في حال توافر كوكبة من طلبة العلم العارفين بهم والقائمين لهم بالمرصاد .. فعليكم بالحزم في متابعة مواضيعهم .. وحذف إساءاتهم التي تنال من المقدّسات الإسلاميّة .. وتحذيرهم من تكرار المخالفة .. وإخبارهم بأن حريّتهم تنتهي عندما تتماسّ مع حريّات الآخرين .. وإن تكرّر منهم ذلك فليتم إيقافهم ثم طردهم .. وبذلك تضمنوا جدّية الحوارات بعيداً عن المهاترات الإلحاديّة .
المحطّة الخامسة : هل سمعتم عن الشيخ (جوجل) !!ليس في الورى أكثر من (الظرفاء اللادينيين) حبّاً للظهور والتعالم..
فتراهم يكثرون من عبارات على غرار : " وفي مكتبتي آلاف الكتب
" و " منذ عشرين سنة وأنا أبحث في كذا " و " وقد سألت شيوخ الدين فكان التهرّب من الجواب "
وغيرها من العبارات (
البالونيّة ) التي ينفخون بها كتاباتهم .
فإذا أزلت أثواب الزور التي يلبسونها ( تشبّعاً بما ليسوا له بأهل)
لوجدت معرفتهم المدّعاة خواء في خواء ..
.وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم إذ يقول : " المتشبع بما لم يُعط كلابس ثوبي زور " .
كلّهم متحف الغباء وكلّهم يدّعي أنه محيط المعاجم ..
فإذا تكلّم فضحته رطانة الأعاجم .. وربّما تسمّى أحدهم بألقاب برّاقة لا تليق إلا بالعظماء
ليعوّض عن نقصه ..كالهرّ يحكي انتفاخاً صولة الأسد .
معاشر القرّاء : أرأيتم بعوضاً يدّعي علم المدينة؟؟ ما حجمه .. ما ثقله ..
وما أثره؟؟.
.لن تجدوا سوى طنين لن يبدو مرتفعاً إلا لأنه وجد آذانا تسمع له ..
وأجساداً تسمح باقترابه (والتعايش السلميّ معه)..!!
وهنا قد يسأل القاريء العزيز : ما علاقة ما سبق بالعنوان .. ؟؟ وحاصل الإجابة : لقد كان بنو لادين عالةً على شيخهم (جوجل)..الذي قرّب لهم البعيد .. وسهّل عليهم النسخ واللصق .. ليحسب الناس أنهم على شئ .. وليسوا بشئ!!
ولذلك : لو دعينا هؤلاء إلى
الحوار المباشر مع العارفين المتخصّصين
بواسطة البرامج الصوتيّة المباشرة ..
لانكشف الغطاء..وظهرت السوءات..وسقطت الأقنعة..وبانت الحقيقة.
المحطّة السادسة : شنشنة نعرفها من أخزم!! كثيراً ما نسمع من معاشر اللادينيين ادعاءهم أنه كان مسلماً يوماً ثم ارتدّ ..
وهذا مع أنّه
كذبٌ رخيص تفضحه شواهد الحال والمقال عند المناظرة والمحاورة ..
فإنه يعدّ
أسلوباً دعائيّاً نفسيّاً يستمدّ قوّته لا من صحّته ..
ولكن من الإيحاءات الكاذبة التي تُلقي بظلالها على أفهام السذّج والبسطاء ..
فيثير الرهبة في مشاعرهم والريب في ثوابتهم .. وهنا تكمن خطورته .
ومن اللافت للنظر أن سياسة التنصير قد جعلت النصارى واللاحدة في خندقٍ واحد ضد الإسلام ..
فشجّعت دعاة التنصير على نشر الإلحاد بين المسلمين وتقمّصه في خطابهم معهم ..
وذلك من أجل التشكيك في الإسلام دون الجرأة على مواجهته بالدين النصراني المحرّف ..
وما فيه من المخازي التي ينكرها العقل .. وتأباها الفطرة .
وترتكز استراتيجيّتهم على تكرار أمثال هذه القصص المفبركة بأساليب متنوّعة وسيناريوهات مختلفة ..
وهذا كفيلٌ - في ظنّهم - بترسيخ فكرة غير حقيقيّة ..
وهي أن الرّدة صارت (ظاهرة) .. وبيدأ الشيطان بالوسوسة بأن (ثمّة ما يدعو للشكّ في الإسلام)..
بدلاً من الشكّ في الأكاذيب التي يروّجها بنو لادين - !! .
وهكذا تبدأ الأصوات تتعالى وتقول : "
أنقذوني من الشكّ " و "
أخاف على نفسي من الكفر "
وغيرها من الأصوات التي بدأنا نسمعها أخيرا .
ولهؤلاء نقول :
حنانيكم .. كيف تصدّقون مثل تلك الترّهات ؟؟
ألا تعلمون أن (سيناريو ادّعاء الإسلام ) قديم؟؟
حمل لواءه أهل الكتاب من قبل حسداً وجحداً للحق ؟؟
ألم تسمعوا قول ربّكم : ((
وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون))..ألا تعلمون
– وقاكم الله شرّ أهل الزندقة - أن أمثال هذه القصص ملفّقة مخترعة ؟؟؟
وشواهد الصدق على ذلك تجدونها في سقطات كلامهم وفلتات ألسنتهم ..
و" ولتعرفنهم في لحن القول"؟؟
حدث ذات مرّة أن ادّعى لاديني أنه كان مسلماً .. فسأله أحد الأفاضل عن مشروعيّة الأذان خارج المسجد .. سؤال انتقاه بعناية بعد تيقّنه من أن ( جوجل ) لن يسعفه هذه المرّة .. فكانت إجاباته المضحكة تكذيباً لادّعائه وإبطالاً لقوله .. ومثله آخر كان يستخدم ألفاظا (كنسيّة) ما اعتاد المسلمون التعبير بها ..
ففضحه لسانه وأرداه .. وثالث جاء بقصّة رائعة تستحقّ أن تكون من المعلّقات ..
لكن ( حيث ترمى القمامة !!) .. فقد قال العلاّمة النحرير في معرض حديثه عن ردّته :
" ذهبت في السابق في رحلة دعويّة إلى أفريقيا .. منطلقاً من مطار مكّة "
ومنذ متى كان في مكّة مطار حتى يطير منه ؟؟؟؟؟
ولذلك معاشر القرّاء نقول : إن المؤمن كيّس فطن .. لا يُلدغ من حجرٍ مرّتين ..
فلا تصدّقوا كل ما يُقال لكم ممّن لا يُؤمن كذبه ولا يُعرف صدقه ..
وإذا أردتم فضح هؤلاء الكذبة فعليكم أمرهم بسؤالهم عن مسائل دقيقة تخفى على غير المسلم ..
مما لا يوجد جوابه مباشرة في المنتديات والمواقع ..
كما يمكنكم دعوتهم إلى الحوار الصوتي المباشر لتأتي الإجابات من غير تحضير.
ولا ننفي هنا وجود أعداد قليلة ممن يعانون اضطراباً في الفهم وفساداً في التصوّر ..
قد غلبتهم الشبهات لضعفهم لا لقوّتها .. ولجهلهم لا لأحقّيتها ..فانتقلوا إلى مرحلة (اللاأدرية) ..
ووقعوا في عذاب الشكّ ومرارة الريب ..
وأمثال هؤلاء تجدهم يقصدون المنتديات المتخصّصة باحثين عمّن يدحض لهم الشبهات..
ويجيبهم عمّا (
يؤرّقهم )..يجدوا ما فقدوا من الطمأنينة وراحة البال.
لاحظوا معي كلمة (
يؤرّقهم) .. فإنها الصفة الكاشفة لهذه الفئة ..
ستجدون أمامكم شخصا خائفا مضطرباً .. تنهش ثعابين القلق صدره .. وتلسع عقارب الشكّ فؤاده ..
أين هؤلاء من أولئك الكاذبين المدّعين .. الذين يتبجّحون بالرّدة وهم الشاخصين بأبصارهم كبراً وعلوّاً؟؟
المحطّة السابعة : سؤالان وجيهان !!كلّما أبصر لادينيّاً يكتب في عموم المنتديات الإسلاميّة يقفز إلى ذهني تساؤل :
لماذا يصرّ هؤلاء القوم على قصد المنتديات غير المتخصّصة ؟؟
من الطبيعي عندما يكون في ذهني تساؤل عن مسألة طبّية أن أبادر بالبحث عن تلك المنتديات المعنيّة بأمور الطبّ والمحتوية على الكثير من البارعين في هذا المضمار ..
ومن الحماقة إذاً أن أطرح مثل هذا التساؤل ( الطبّي ) في منتديات ( الرسم ) أو منتديات (الرياضة ) ..
وبناء على ما سبق .. فإن من يحترم عقله وذاته .. إذا كان لديه تساؤل حول حديث نبوي .. أن يتوجّه بشكل تلقائي إلى ملتقى أهل الحديث .. وإذا كان لديه إشكال حول تفسير آية .. أن يذهب إلى ملتقى أهل التفسير .. وهكذا ( يوجّه ) أسئلته في العقيدة أو البلاغة أو النحو أو ما يتعلّق بثوابت الإسلام إلى مكانها المناسب .
أما أن تتوجّه أطروحات اللادينيين التخصّصية لمنتديات (
طلاّبية ) أو (
شبابيّة )
ثم يطالبون بالإجابة عنها .. فذلك ليس له سوى معنى واحد .. أنهم يريدون التشكيك فحسب ..
ودعوا عنكم زخرف قولهم حول ضرورة الحوار المتمدّن
وأن امتناع ( غير المتخصّصين ) عن الإجابة دليل على ضعف ديانتهم ..
فكلّ هذه عبارات استفزازيّة لإدخال المسلم البسيط في مستنقع الشكوك ..
حيث لا يخرج منها في الغالب سليماً .
وفي المقابل .. إذا تمّت دعوة هؤلاء اللادينيين إلى المنتديات المتخصّصة ..
تراهم يتذرّعون بعدم رقيّ الحوار أو عدم حصولهم على الراحة التامّة في التشتيت والإغراق ..
على نحوٍ يوحي بوجود ( حساسيّة مفرطة ) من تلك المنتديات .
حسناً !! دعونا نسلّم جدلاً بصدقهم في كلّ دعاواهم ..
وأن المحاورين المتخصّصين ( وحْشين وأشرار !! ) .. وأن معاشر اللادينيين
( حلوين وشطّار ويشربون الحليب !! ) .. فإن هناك سؤالاً مهمّاً ينسف كلّ ما سبق ..
سؤال يقول : ولماذا يصرّ اللادينيون على عدم النقاش في الأقسام الخاصّة المخفيّة عن عامّة الزوّار ؟؟ .. سؤال أترك إجابته لكم
المحطّة الثامنة : ليطفؤوا نور اللهأترون معاشر القرّاء كل هذه الصفحات التي يسطّرها بنو لادين ..
هل انطلت عليكم حيلة ( فهم الآخر والنقاش المنفتح ) ؟؟ ..
إن كلّ همّهم أمرٌ واحد يبصره المؤمن بقلبه وعقله : (( يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم )) ..
ووالله لا يكون لهم ذلك : (( فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا )) ..
لقد تكفّل الله بحماية هذا الدين .. ومهما حاولوا وأجلبوا خليلهم وهزّوا رماحهم فلا سبيل لهم إلى ذلك :
(( ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون ))
عادوا بخيبتهم والأرض تلفظهم ... والريح والصخر والأشجار والغار
فكل إفك وبهتان يُراد به ... محو الحقيقة لا ينجو من العطب
كم من دعيّ عدا نحو لينطحني .. فعاد من صخرتي والقرن مكسور
كناطح صخرة يوماً ليوهنها .. من البلاهة قطع الصلب بالخشب
وأخيرا :فهذه الجولة السريعة لمعالم تلك الجزيرة الموحشة ..
وأغلب الظنّ أن تتبعها جولة أخرى لمناطق جديدة إن يسّر الباري تبارك وتعالى ..
والحمد لله رب العالمين
__________________
لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار..
فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ..
ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين..
م ن ق و ل