| مثبت : ماهو الأسلام ؟ | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الجزار المدير
ذكر عدد الرسائل : 422 تاريخ التسجيل : 08/09/2008
| موضوع: مثبت : ماهو الأسلام ؟ 9/9/2008, 4:55 pm | |
| أخواني وأخواتي أعضاء المنتدي الكرام ...... اليوم سنبدأ بتوضيح معني الأسلام وشرحه بطريقة مبسطه للجميع . سؤال : ما هو معنى الإسلام ؟
جواب : يُعرَّف الإسلام لُغوياً بأنه الانقياد التام لأمر الآمر و نهيه بلا اعتراض ؟
و أما معناه حسب المُصطلح الديني ، فهو الدين الذي جاء به النبي محمد المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله ) و الشريعة التي ختم الله تعالى بها الرسالات السماوية ، و الإسلام هو الدين الخاتم الذي لا يقبل الله من أحد التديُّن بغيره ، و هذا المعنى صريح قول الله تعالى : { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } ، و قوله عزَّ و جلَّ : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيطيب الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهو فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } .
ثم إن من أقرّ بلسانه بشهادة أن " لا إله إلا الله " و شهادة أن " محمدا رسول الله " عُدّ مسلما ، فيجوز مناكحته و يحق له الميراث و يحقن دمه و تحترم أمواله و يكون له ما لسائر المسلمين من الحقوق المتبادلة ما لم ينكر شيئا من ضروريات الدين الإسلامي كالصلاة و الصيام و الحج مثلا .
هذا و يعتبر الدين الإسلامي المنهج القويم و النهج الإلهي الأكمل من بين الأديان و الشرائع السماوية ، و هو المخطط الذي رسمه الله تعالى لسلوك الإنسان الفكري و العملي ، و هو الكفيل بإسعاد الإنسان إذا ما مشى على نهجه و سلك سبيله .
و تمتاز الشريعة الإسلامية عن غيرها بالواقعية في مواجهة الحياة في مجال القضايا الاجتماعية و الفردية ، و بالحفاظ على سمة الاعتدال بين المادية المحضة و المعنوية الخالصة كما عليها كثير من المناهج الفكرية و الإعتقادية الراهنة .
فالإسلام جعل من الحياة الاجتماعية المادية محضَنَاً تنمو و تينع و تزدهر فيه الجوانب المعنوية للإنسان ، و أراد من الإنسان المسلم أن يمارس الحياة مع الناس دون الانقطاع عن الله تعالى .
هذا و تقوم الشريعة الإسلامية على أساس الفطرة الإنسانية و المساواة بين مختلف أفراد المجتمع الإسلامي فلا تُفرِّق بين الضعيف و القوي و الغني و الفقير و الشريف و الوضيع منهم ، كمالا تُفرق بين الأمم و الشعوب المختلفة إلا من باب طاعتها لله تعالى و التزامها بالتقوى ، فهي تعتبر التقوى ملاكا لتقييم عمل الإنسان و التزامه بتعاليم السماء .
يقول الله تعالى في القرآن الكريم : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} .
في رعاية الله وفي إنتظار مشاركتكم ...... | |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: مثبت : ماهو الأسلام ؟ 13/9/2008, 5:38 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم أبنى العزيز / المهتدى للأسلام أسأل ربي سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى .. أن يفيض على قلبك من نوره .. وأن ينير لك قلبك وعقلك ودربك وقبرك .. وأن يرضى عنا وعنك .. ويغفر لنا ولك .. بارك الله فيك على ما اجدت به علينا .. وجعله فى ميزان حسناتك.. وجزاك ربي كل خير...
|
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: مثبت : ماهو الأسلام ؟ 8/11/2008, 10:08 am | |
| يسم الله الرحمن الرحيم اخي الحبيب المهتدي للاسلام جزاكم الله خيرا وبارك الرحمن لكم وبكم دائما تطلعنا على مانرجوة من فائدة زادكم الله من فضلة وعلمه |
|
| |
الجزار المدير
ذكر عدد الرسائل : 422 تاريخ التسجيل : 08/09/2008
| موضوع: رد: مثبت : ماهو الأسلام ؟ 8/11/2008, 11:30 am | |
| والدي / سمير مدكو
أخي / المهتـــــــــدي
بارك الله فيكم ورعاكم علي هذه الكلمات الرئعة | |
|
| |
الجزار المدير
ذكر عدد الرسائل : 422 تاريخ التسجيل : 08/09/2008
| موضوع: رد: مثبت : ماهو الأسلام ؟ 8/11/2008, 11:55 am | |
| أركــــــــان الإسلام شبَّه الرسول صلي الله عليه وسلم ( الإسلام بالبناء الضخم، القائم على أسس وأعمدة قوية متينة، قال (: بُنِي الإسلامُ على خمسٍ؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِِ الزَّكاةِ، والحجِّ، وصَوْمِ رمضان) [متفق عليه]. وهذه القواعد هي أقوى ما في البناء، وهي التي تحمله، ولكنها ليست كلَّ شيء في الإسلام، فهناك أشياء تكمل صرح الإسلام العالي؛ فعندما سئل (: أي الإسلام خير؟ قال: (تُطْعِمُ الطَّعامَ، وتَقْرأُ السَّلامَ على من عَرَفْتَ ومن لم تَعْرِفُ) [البخاري].
وقال (: (المسلمُ من سَلِمَ المسلمون من لسانِهِ ويدِهِ...) [متفق عليه].
ويمكن القول بأن الإسلام والإيمان وجهان لعملة واحدة، فالعمل الصالح يدل على وجود الإيمان، ووجود الإيمان يدفع إلى العمل الصالح، والرسول ( جعل صلاح الأعضاء مرتبطًا بصلاح القلب، فقال (: (ألا وإنَّ في الجسدِ مضغةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجسدُ كلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجسدُ كلُّهُ، أَلاَ وهي القلبُ) [متفق عليه].
وجعل الأعمال الصالحة من الإيمان فقال (: (الإيمانُ بضعٌ وسبعونَ شُعْبَةً، أعلاها قولُ لا إله إلا الله، وأدناها إماطةُ الأَذى عن الطَّريق). [متفق عليه].
والصلاة -على سبيل المثال وهي من أركان الإسلام- سمَّاها الله إيمانًا، فقال تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم} [البقرة: 143].
والصلاة يشترط لها النية، والنية من أعمال القلب، وفيها قراءة ما تيسر من القرآن وهذا من الإيمان بالكتب التي أنزلها الله، وينطق المسلم فيها بالشهادتين وهما من أركان الإسلام، وفيها غير ذلك، فهي إذن تشتمل على أعمال الإيمان، وأعمال الإسلام، فالإسلام بدون إيمان لا ينفع، فمن آمن بقلبه ولم يعمل بأعمال الإسلام لم يكن من المؤمنين حقًّا، ومن قام بأعمال الإسلام ولم يؤمن قلبه، فلن تنفعه هذه الأعمال. الإيمــــــــان بالله المسلم يؤمن بأن وجود الله حقيقة لا ريب فيها، دلت عليها أدلة كثيرة منها: الفطرة، والعقل، والشرع، والحس والمشاهدة.
كانت الأمواج هادئة عندما ركب بعض الكفار في سفينة، وانطلقوا في البحر، وفي أول الرحلة سخَّر الله لهم ريحًا طيبة جعلتهم يسيرون في البحر بسرعة، ففرحوا بها، وفجأة هاجت الأمواج، واشتدت الرياح والعواصف فأصبحوا في مأزق عصيب، عندئذ صاح هؤلاء الكفار بأعلى أصواتهم يدعون الله -عز وجل- ويلجئون إليه، ويطلبون منه النجاة، قال تعالى: {هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرينا بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين} [يونس:22] . وهكذا فطرة البشر تلجأ إلى الله -عز وجل-، وتظهر حقيقتها في وقت الشدة والكرب حتى وإن وجد عليها الصدأ، وطُمِست شفافيتها في أوقات الغفلة واللهو والرخاء، ذلك لأن الله -عز وجل- خلق الإنسان مفطورًا على الإسلام والإحساس بوجود الله، قال تعالى: {فأقم وجهك للدين حنيفًا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون} [الروم: 30]. قال (: (ما من مولود إلا يولدُ على الفِطْرةِ فأبواه يُهوِّدانه (يجعلانه يهوديًا)، أو ينصِّرانه (يجعلانه نصرانيًا)، أو يمجِّسَانه (يجعلانه مجوسيًّا) [البخاري]. والمسلم يؤمن بوجود الله -عز وجل-، فهو يدرك ذلك بفطرته التي وضعها الله فيه. وهناك أقوام لا يؤمنون بوحدانيَّة الله ولا باليوم الآخر، ويرون أن الطبيعة خلقت نفسها، وقد جاء سبعة عشر رجلاً من هؤلاء الزنادقة إلى الإمام الشافعي -رحمه الله- وسألوه: ما الدليل على وجود الله؟ فقال: ورق التوت طعمه واحد، تأكله الدودة فيخرج منها الإبريسم (الحرير)، ويأكله النحل فيخرج منه العسل، وتأكله الشاة والبقر والأنعام فتلقيه بعرًا وروثًا، فمن جعل هذه الأشياء مع أن الطعم واحد. فاستحسنوا كلام الإمام وأسلموا على يديه. ويروى أن بعض الزنادقة -أيضًا- جاءوا إلى جعفر الصادق، فقال جعفر لأحدهم: هل ركبت البحر؟ قال: نعم. قال جعفر: حدثني عن أغرب شيء حدث لك؟ قال الرجل: هاجت يومًا رياح هائلة، ف**رت السفينة، وأغرقت الملاحين، فتعلقت أنا ببعض ألواحها، فإذا أنا مدفوع في تلاطم الأمواج، وفُقد اللوح، ودُفعتُ إلى الساحل. فقال جعفر: قد كان اعتمادك على السفينة والملاح ثم على اللوح حتى ينجيك. فلما ذهبت عنك هذه الأشياء، هل أسلمت نفسك للهلاك أم كنت ترجو السلامة بعد؟ قال: بل رجوت السلامة. قال جعفر: ممن كنت ترجوها؟ فسكت الرجل، فقال جعفر: إن الصانع الذي كنت ترجوه في ذلك الوقت، هو الذي نجاك من الغرق. فاعترف الرجل بوجود الله وأسلم على يديه.
سأل بعض القدرية- الذين ينفون قدرة الله، ويغالون في قدرة الإنسان- أبا حنيفة عن وجود الله -عز وجل- فقال لهم: دعوني فإني مفكر في أمر أُخبرت عنه، ذكروا لي أن سفينة في البحر مملوءة بالبضائع، وليس فيها أحد يحرسها أو يسوقها، ومع ذلك فإنها تسير بنفسها، وتخترق الأمواج، وتسير حيث شاءت فماذا تقولون؟ قالوا: هذا شيء لا يقبله العقل. فقال أبو حنيفة: يا سبحان الله، إذا لم يجر في العقل سفينة تجري في البحر مستوية من غير متعهد ولا مجر، فكيف يجوز قيام هذه الدنيا على اختلاف أحوالها، وسعة أطرافها، وتباين أكنافها من غير صانع وحافظ؟! فبكوا جميعًا، وقالوا: صدقت وتابوا إلى الله، وحسن إسلامهم. وقد سُئِل أعرابي عن الدليل على وجود الله؟ فقال: البعرة تدل على البعير، والروثة تدل على الحمير، وآثار الأقدام تدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، ألا يدل ذلك على وجود اللطيف الخبير؟! والمسلم يدرك أن هذا الكون قد أبدعه خالق مبدع قدير. وقد سمع أحد الصحابة بعض آيات من القرآن، فقال: كاد قلبي أن يطير، إنها قول الله تعالى: {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون . أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون} [الطور: 35-37]. المسلم يؤمن بأن جميع الكتب السماوية نطقت بأن الله موجود، والأحكام التي فيها دلت على أنها من عند إله حكيم عليم. قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} [الأنبياء: 25]. وقال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله} [النحل: 36]. وقال: {وإلى عاد أخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا الله} [الأعراف: 65]. وقال: {وإلى مدين أخاهم شعيبًا قال يا قوم اعبدوا الله} [الأعراف: 85] وقال: {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله} [المؤمنون: 23]. وقال: {وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه} [العنكبوت: 16]. | |
|
| |
الجزار المدير
ذكر عدد الرسائل : 422 تاريخ التسجيل : 08/09/2008
| موضوع: رد: مثبت : ماهو الأسلام ؟ 8/11/2008, 11:58 am | |
| المسلم يؤمن بكل ما يشاهده من نصر الله للمستغيثين والمكروبين، فالمؤمنون في غزوة بدر عندما دعوا الله -عز وجل- وطلبوا منه النصر، استجاب الله دعاءهم، وأيدهم بجنود من عنده يقاتلون معهم، قال تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين} [الأنفال: 9].
وزكريا -عليه السلام- دعا الله -عز وجل- أن يرزقه الذرية الصالحة، فاستجاب الله دعاءه ووهب له يحيي -عليه السلام-، فبعد أن كانت زوجته عاقرًا لا تلد أصبحت لديها القدرة على الحمل والولادة بإذن الله، قال تعالى: {وزكريا إذ نادي ربه رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين . فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين} [الأنبياء: 89-90] . وفي عهد الرسول ( أصاب المدينة جفاف وقحط، فقام أعرابي والرسول ( يخطب الجمعة، فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا.
فأخذ الرسول ( يدعو وهو رافع يديه، فتجمع السحاب، ونزل المطر قبل أن يُنزل ( يديه، حتى إن المطر كان ينزل على رسول الله (، ورأى الصحابة قطرات الماء تنزل من كفيه، وظلت السماء تمطر طوال الأسبوع، فقام رجل، فقال: يا رسول الله، تهدم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع الرسول ( يديه يدعو الله، ويقول: (اللهم حوالينا، لا علينا) فتوقف المطر. [متفق عليه].
اجتمع المشركون في مكة، وطلبوا من الرسول ( أن يشق لهم القمر نصفين، فقال لهم: (إن فعلت تؤمنوا؟) قالوا: نعم. فأشار الرسول ( إلى القمر -وكان بدرًا- فانفلق فلقتين، ورآه الناس. ولكن المشركين المعاندين رفضوا أن يستجيبوا لنداء الحق، وأبوا أن يذعنوا لمعجزة الله، قال تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر} [القمر: 1].
والمعجزة تدل على وجود الله تعالى، لأنها أمر خارج عن مقدرة البشر، يؤيد الله بها رسله وأنبياءه، ومن هذه المعجزات ما أيَّد الله به نبيه موسى -عليه السلام- من معجزة العصا، فكان يضرب بها الحجر فيخرج منه الماء، ويضرب بها الماء فيتجمد، ويتحول إلى أرض يابسة، بإذن الله تعالى، قال تعالى: {فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا} [البقرة: 60].
وبينما يوجد في كل شيء في هذا الكون دليل على وجود الله تعالى، نجد الملحدين المنكرين لوجود الله ولا دليل من أي نوع معهم ولا حجة في أيديهم. وفطرة الإنسان وعقله يدلان على وجود الله -عز وجل- ويأتي الشرع ليؤكد هذه الدلالة، ويرشد الإنسان إلى أن خيره وسعادته في توحيد الله.
قسم العلماء توحيد الله إلى توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
1- توحيد الألوهية:
أحد.. أحد، إنها كلمات بلال التي يوحد بها ربه، عندما أرقده المشركون، وألقوا على صدره حجرًا كبيرًا يكتم أنفاسه في صحراء مكة، على الرمال الملتهبة في وقت الظهيرة. وهذا هو حال المسلم الحق، يوحد الله بأداء العبادة له وحده، فهو سبحانه المعبود بحق، ولا معبود غيره، فنصلى له، ونزكي له، ولا نعبد إلا إياه ولا نستعين إلا به، ولا نتوكل إلا عليه، فهو سبحانه المتصرف في الكون المستحق للعبادة. والمسلم يعلم أن ألوهية شيء آخر غير الله باطلة، قال تعالى: {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير} [الحج: 62].
والنصارى ما عبدوا الله -عز وجل-، ولكن عبدوا ثلاثة أقانيم (أي: الإله الأب، والإله الابن، وروح القدس)، فقال عنهم الله تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد} [المائدة: 73]. والعرب وغيرهم اعترفوا لله بالخلق، ولكنهم أشركوا مع الله غيره في العبادة، فقال عنهم الله -عز وجل-: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} [يوسف: 106].
بل إن البشرية في أول ضلالها لم تمتنع عن عبادة الله، ولكنها عبدت الله، وعبدت معه آلهة أخرى، وكانت حجتهم أنهم قالوا: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} [الزمر:3]. فكان الردُّ: {قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير . ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزغ عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} [سبأ: 22-23].
وتوحيد الألوهية هو أول أمر دعا الرسل أقوامهم إليه. فكان أول ما يدعو النبي قومه يقول لهم: {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} [هود: 84].
ولما بعث الرسولُ ( معاذًا قاضيا على اليمن، قال له: (إِنَّكَ تَقْدُمُ على قومٍ من أهل الكتاب، فليكن أوَّلَ ما تدعوهم إليه أن يوحِّدوا اللهَ -تعالى- فَإذا عَرَفُوا ذلك، فأخبِرْهُم أن الله فرض عليهم خمسَ صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا صلوا فأخبرهم أن اللهَ افترضَ عليهم زكاةً تُؤْخَذُ منْ غَنِيِّهم فتردُّ على فَقيرِهم، فإذا أقرُّوا ذلك، فخذْ منهم، وتوقَّ -تجنب- كرائِمَ أموالِ النَّاس) [البخاري].
وتوحيد الله -عز وجل- حقيقة يدركها العقل السليم، فالله -عز وجل- إله واحد ليس معه إله آخر، وهو رب كل شيء ومليكه، ولا رب سواه، فماذا يحدث لو كان معه آلهة أخرى؟ هذه الآلهة لن تخرج عن شيئين؛ إما أنها ستتفق في تصريف الكون وإما ستختلف، فإن اتفقت فإما أن تتفق أن تعمل برأي إله منها، فلا معنى إذن لوجود الباقين، وإما أن يعمل كل إله بما يريد، وهذا يستلزم أن يختلفوا ويتنازعوا، وتكون النتيجة أن تفسد السماوات والأرض، وقد قدم لنا الله -عز وجل- هذه الحقيقة فقال: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون} [الأنبياء: 22]. وقال: {قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوًا أحد} [سورة الإخلاص: 1-4]. وإن كان توحيد الألوهية جوهر الإيمان فإن لا إله إلا الله، هي جوهر التوحيد.
كلمة التوحيد
هي كلمة التقوى، أرسل الله الرسل من أجلها، وأنزل الكتب للدعوة إليها، وقام سوق الجنة والنار من أجلها، وانقسم الناس في الآخرة من أجلها فريقين؛ فريقًا في الجنة وفريقًا في السعير، قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} [الأنبياء: 25]. وقال تعالى: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون} [النحل: 2].
لا إله إلا الله:
هي مفتاح الجنة، وتوجب المغفرة؛ لأن الرسول ( قال يومًا لأصحابه: (ارفعوا أيديكم بالدعاء، وقولوا: لا إله إلا الله)، فرفعوا أيديهم ساعة، فوضع رسول الله ( يده، وقال: (الحمد لله، اللهم بعثتني بهذه الكلمة، وأمرتني بها، ووعدتني عليها الجنة، وأنت لا تخلف الميعاد)، ثم قال: (أبشروا فإن الله قد غفر لكم) [أحمد]. وهي أفضل ما قاله النبيون، قال (: (أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي، لا إله إلا الله وحده لا شريك له) [مالك]. ومعنى (لا إله إلا الله) أنه لا معبود بحق إلا الله، ولا مقصود إلا هو، ولا مشرع سواه، وهي تتضمن نفي الألوهية عن كل الآلهة الباطلة وإثباتها لله- عز وجل-.
وهي سبب شفاعة الرسول ( للمؤمنين، قال (: (أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة، من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه ونفسه) [البخاري]. وهي (القول الثابت) الذي يثبت الله به المؤمنين في الدنيا والآخرة. قال تعالى: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} [إبراهيم: 27]. وهي (العروة الوثقى) التي أمر الله عباده أن يتمسكوا بها. قال تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم} [البقرة: 256]. وهي سبب النجاة في الآخرة، قال (: (من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ؛حرّم الله عليه النار) [مسلم].
ولا إله إلا الله ليست كلمة تُنطق باللسان فحسب، بل لها شروط لقبولها من صاحبها، وهي: * العلم بحقيقتها المنافي للجهل بها، فالمسلم يعلم معنى لا إله إلا الله، وحقيقتها، قال تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله} [محمد: 19].
* الصدق المنافي للكذب، وهو أن يقولها صادقًا من قلبه، قال (: (منْ قال: لا إله إلا الله. مُصدِّقًا بها قلبه؛ دخل الجنة) [مسلم].
* الإخلاص المنافي للرياء، وهو أن يقولها خالصًا من قلبه قال (: (من قال لا إله إلا الله مخلصًا من قلبه، دخل الجنة) [البزار].
* القبول لها والانقياد لمدلولاتها، فلا يكفي مجرد النطق بها، ولكن لابد من القيام بمقتضياتها حتى يقبلها الله من المسلم. فقد خاطب الرسول ( أبا هريرة فقال له: (من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه، بشِّرْهُ بالجنة) [مسلم].
* المحبة لها ولأهلها، والمعاداة من أجلها، فالمسلم يحب كل من يعبد الله -عز وجل- ويطيعه، ويبغض أهل الشرك وكل من يعصي الله -عز وجل-، قال تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} [التوبة: 71]. والمسلم يعلم أن (لا إله إلا الله) لها مقتضيات تدل عليها، ومن مقتضياتها أن يمتنع صاحبها عن فعل المعاصي، ويتقرب إلى الله تعالى بالعبادة الخالصة، ومن مقتضياتها أن يمتثل العبد أوامر الله، وينتهي عن نواهيه. والمسلم يعلم أن (لا إله إلا الله) هي اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى، فقد سمع الرسول ( رجلا يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، فقال (: (والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى) [الترمذي]. وقال (: (اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}. وفاتحة آل عمران: {ألم . الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [رواه الترمذي وابن ماجه].
2- توحيد الربوبـية:
قال الله -عز وجل- على لسان موسى -عليه السلام -: {كلا إن معي ربي سيهدين} [الشعراء: 62]. والإيمان بربوبية الله -عز وجل- هو أن يعتقد المسلم أن الله رب كل شيء وخالقه ولا رب سواه، وأنه -سبحانه- بيده الرزق والخلق والإحياء والإماتة، وهو -سبحانه- الخافض الرافع المعز المذل المحيي القادر على كل شيء. قال تعالى: {ألا له الخلق والأمر} [الأعراف: 54]. والخلق والإحياء والإماتة...إلخ، هي أفعال الله -عز وجل-، فيمكن أن نعرف الإيمان بربوبية الله -عز وجل- بأنه توحيد الله بأفعاله هو، وكان المشركون في الجاهلية يعترفون بأن الله هو الخالق، وهو الرازق، وهو النافع، وهو الضار، ولكنهم لم يطيعوه، ولم يؤمنوا به، فلم ينفعهم ذلك الاعتراف بربوبيته دون ألوهيته، قال تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله} [العنكبوت: 61]. وقال: {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون. سيقولون لله قل أفلا تذكرون. قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم. سيقولون لله قل أفلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون. سيقولون لله قل فأنى تسحرون} [المؤمنون: 84-89].
وهنا سؤال؟! هل الإيمان بربوبية الله، أو الاعتراف لله بالخلق والإعادة ينقل الإنسان من الكفر إلى الإيمان؟ والإجابة أن ذلك وحده لا يكفي، فمن آمن بوجود الله، وقدرته على الخلق، ثم لم يعبد الله ولم يوحده في ألوهيته، فليس مؤمنًا، ودليل ذلك أن مشركي مكة كانوا يعترفون لله بالربوبية، ومع ذلك كانوا مشركين، وقد أنكر توحيد الربوبية طائفتان الأولى تسمى بـ (الدهرية)، كما حكى الله قولهم: {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر} [الجاثية: 24].
فهم بذلك قد نسبوا الموت والحياة إلى الدهر، ولم ينسبوها إلى الله -عز وجل-. والأخرى ظهرت في العصر الحديث وتسمى بـ (الشيوعية): والشيوعيون هم الذين ينكرون وجود الله، ويقولون: لا إله، والكون مادة. (أي: لا إله موجود والكون جاء وحده بدون خالق). ولكن المسلم يتعجب من تفكير هؤلاء الضالين ويحمد الله -عز وجل- على نعمة الإيمان والإسلام. والمسلم عندما يؤمن بأن الله هو النافع وهو الضار، فهذا يطمئنه لأنه يؤمن بمن في يديه النفع والضر، فيطمئن قلبه، وتسكن نفسه، ويرضى بقضائه وقدره، ويوحده في ألوهيته.
3- توحيد الأسماء والصفات: والمسلم يؤمن بأن لله صفات عليا وأسماء حسنى، ذكر البعض منها في القرآن، وبعضها في الحديث، ولم نُخبر ببعضها، واستأثر الله بها في علمه، كما كان ( يقول في دعائه: (اللهمَّ إنِّي أسألكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ، سمَّيْتَ به نَفْسَكَ، أو أنزلتَهُ في كتابك، أو علَّمْتَهُ أحدًا من خَلْقِكَ، أو استأثرْتَ بهِ في علمِ الغيبِ عِنْدَكَ) [أحمد]. والمسلم يتعرف على أسماء الله ويدعوه بها، قال تعالى: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيًا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} [الإسراء: 110]. وقال: {ولله الأسماء الحسنى فادعوها بها} [الأعراف: 180]. وهذه الأسماء عددها تسعة وتسعون اسمًا، قال (: (إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة) [متفق عليه]. وأسماء الله خاصة به فلا يسمى -سبحانه- إلا بما سمى به نفسه، ولا يوصف إلا بما وصف نفسه، أو وصفه رسول الله ( به، وهذه الأسماء هي: الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الغفار، القهار، الوهاب، الرزاق، الفتاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرافع، الجامع، المعز، المذل، السميع، البصير، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشكور، العلي، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشهيد، الحق، الوكيل، القوي، المتين، الولي، الحميد، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحي، القيوم، الواحد، الماجد، الواجد، الصمد، القادر، المقتدر، المقدم، المؤخر، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الولي، المتعالي، البر، التواب، المنتقم، العفو، الرءوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغني، المغني، المانع، الضار، النافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد، الصبور.
ولقد وردت آيات وأحاديث تضيف أسماء لله تعالى غير المذكورة من هذه الأسماء: * عالم الغيب والشهادة، قال تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا} [الجن: 26]. وقال: {عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير} [الأنعام: 73]. * سريع الحساب، قال تعالى: {إن الله سريع الحساب} [إبراهيم:51]. * مقلب القلوب، فالمسلم يعلم أن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وكان النبي ( يدعو ويقول: (اللهمّ يا مقلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلوبَنَا على دِينِكَ)) [الترمذي وأحمد].
والمسلم دائمًا يطلب من ربه -عز وجل- الثبات على الإيمان: قال تعالى: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} [آل عمران: 8]. * رفيع الدرجات، قال تعالى: {رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق} [غافر: 15
والرسول ( يقول: (إن اللَّهَ رفيقٌ يحبُّ الرفقَ، ويعطي عليه ما لا يُعْطِي على العُنْفِ) [مسلم]. وقال- أيضًا-: (إن اللَّهَ جميلٌ يحبُّ الجمالَ) [مسلم]. وقال: (إِنَّ اللَّهَ تعالى جَوَادٌ يحبُّ الجودَ، ويحبُّ معالي الأخلاقِ، ويكْرَهُ سِفاسفها) [البيهقي]. وقال (إن الله -عز وجل- حليم حيي سِتِّيرٌ ، يحبُّ الحياءَ والسَّتْرَ) [أبو داود والنسائي وأحمد].
* والمسلم يؤمن بأسماء الله على الوجه الذي يرضاه الله -عز وجل-، فالله عليم لا يغيب عن علمه شيء في الأرض ولا في السماوات، وكل علم من علوم البشر إنما هو مستمدٌّ من علم الله الذي لا يحصيه أحد، وأن أسماءه هي على ما يليق بالله -جل وعلا- من معنى، {وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً} [الإسراء: 85].
المسلم يؤمن بأن لله صفات عليا، كما أن له أسماء حسني، وأن هذه الصفات هي من لوازم ربوبيته وعظمة ألوهيته، والمسلم يعلم أن لهذه الأسماء إشراقة تظهر في القلوب، وهذه الصفات منها صفات كمال وصفات جلال، والبعض يقسم الصفات إلى صفات سلبية وصفات ثبوتية.
أما صفات الكمال -أو الصفات السلبية- فهي التي تنزه الله عن كل نقص لا يليق بجلاله وكماله، أو هي التي سلبت عنه ما لا يليق بكماله، وهي أبرز ما تكون في الأسماء التي ذكرت أضدادها مثل: الأول والآخر، والظاهر والباطن، والضار والنافع، والمعز والمذل، والعفو والمنتقم، والمحيي والمميت... الأول: فالله سبحانه وتعالى أول بلا بداية، وجوده غير مسبوق بعدم، قال تعالى: {هو الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} [الحديد: 3].
وقال (: (كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السماوات والأرض..) [البخاري]. الآخر: فالله سبحانه لا آخر لوجوده، فهو الآخر بلا نهاية، لا يسبقه عدم ولا يلحقه فناء. قال تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه} [القصص: 88]. وقال تعالى: {كل من عليها فان. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} [الرحمن: 26-27].
وقال (: (اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء) [مسلم]. * ليس كمثله شيء: بمعنى أنه لا يمكن أن يكون مشابهًا لشيء مما يخلق، قال تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [الشورى: 11].
| |
|
| |
زائر زائر
| |
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: مثبت : ماهو الأسلام ؟ 8/11/2008, 10:20 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الاستاذ والداعية الاخ الحبيب المهتدي للاسلام هذا هوا صلب الموضوع نتمنى دائما الزيادة بمثل هذا الطرح لتكتمل الفائدة المرجوة جزاكم الله خيرا ونور طريقكم احيك يا اخي من كل قلبي دمت برعاية الله وحفظة |
|
| |
الجزار المدير
ذكر عدد الرسائل : 422 تاريخ التسجيل : 08/09/2008
| موضوع: رد: مثبت : ماهو الأسلام ؟ 9/11/2008, 10:48 am | |
| الأخت / كردية
الأخ الحبيب / المهتدي
شكرا علي المرور
بمروركم إكتملت سعادتي
بارك الله فيكم | |
|
| |
الجزار المدير
ذكر عدد الرسائل : 422 تاريخ التسجيل : 08/09/2008
| موضوع: رد: مثبت : ماهو الأسلام ؟ 9/11/2008, 11:00 am | |
| أحكــــــــــــــام الإسلام ليست ضررية الشريعة الإسلامية، شريعة سهلة سمحة. سهلة لأنها فُصلت على مقياس الإنسان وطبقاً لفطرته وحاجاته - الجسدية والنفسية -، ومن الواضح أن كل ما يلبي حاجة الإنسان يسهل عليه طلبه والعمل من اجله مهما كانت العوائق في طريقه، ومن هنا جاء تحمل المصاعب والمشاق في كسب الرزق وطلب العلم و...
سمحة لأنها لا تقيد الإنسان في حركته إلا بمقدار ضرورته، فلا عوائق في نشاطه حيث فسحت المجال امامه وأعطته حريته لينطلق في هذا الكون الرحب، فحثته على العلم والمعرفة وعدم الاكتفاء بالانجازات التي حصل عليها (وقل رب زدني علماً) و(من تساوى يوماه فهو مغبون)...(من لم يكن في زيادة فهو إلى النقصان).
وكلمة (لا ضرر ولا ضرار في الإسلام) كلمة اطلقها الرسول(ص) لتخترق حواجز الزمان والمكان وتصك اسماع البشرية لتكون حجة عليهم.
فأولاً: أحكام الإسلام ليست موجبة للضرر بل كلها نفع.
وثانياً: لا يسمح الإسلام بضرر الإنسان للآخر وحتى ضرره على نفسه كما انه لا يسمح بمطلق الضرر حتى على الحيوانات والطبيعة. نحن جميعاً نحتاج إلى تنظيم حياتنا في كل جوانبها، حتى نضمن حاجاتنا المختلفة والكثيرة، ومن هنا جاءت القوانين المتعددة التي تخضع المجتمعات لها حتى في حال فقدان الدولة المركزية كما في المجتمعات البدائية والجاهلية.
لكن آلية وضع القانون قد تكون بشكل غير صحيح، فقد تغفل أو تجهل الطبيعة البشرية، أو تحكمها الحواجز الوقتية والمكانية، أو تسيطر عليها الاهواء والمصالح الشخصية، فتنشأ القوانين الضررية التي تتحكم بمصير المجتمع فتضره اكثر مما تنفعه، وكنموذج على ذلك المجتمع الجاهلي الذي كانت تتحكم فيه الحروب والغارات والنهب والأسر و... نتيجة للجهل بأن المكاسب تحصل بطرق افضل وخسائر أقل.
وإذا عرفت طبيعة الإنسان من جهة وحاجاته من جهة أخرى وضمن آلية صحيحــة، وقتها يتم وضع ما يناسب طبيعته وصولاً لافضل الطرق إلى حاجاته، وهذا هو ضد الضرر وعين النفع.
بنظرة سريعة للتشريع الإسلامي نلاحظ الأمرين بوضوح وذلك في الجوانب المختلفة. الجانب المعنوي: ليس الإنسان جسم بلا روح، ولا حاجة منحصرة في الماديات فقط، بل الأمر يتعدى ذلك فله روح لها حاجاتها التي تلبى بالمعنويات، اوجب الإسلام المقدار الضروري منها وسنّ غير الضروريات أيضا كي تكتمل الشخصية المعنوية للمؤمن، فمنها:
* العبادات من صلاة وصوم وحج و... التي توجب الطمأنينة والراحة النفسية (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) هذه الطمأنينة التي تجعل الإنسان يتحمل المصاعب والمشاق ويقع فيها فلا ييأس ولا ينهار ولا ينتحر فعن رسول الله(ص) (افضل الناس من عشق العبادة فعانقها، واحبها بقلبه وباشرها بجسده وتفرغ لها فهو لا يبالي على ما اصبح من الدنيا: على عسر أم على يسر) (ما كلف الله العباد إلا ما يطيقون، إنما كلّفهم في اليوم والليلة خمس صلوات، وكلفهم من كل مأتي درهم خمسة دراهم، وكلفهم صيام شهر في السنة، وكلفهم حجة واحدة، وهم يطيقون اكثر من ذلك).
* ومنها الفضائل الاخلاقية من حسن خلق، وحسن ظن، ومحبة للآخرين، و.... مما هي مكونات أو مكملات لشخصية الإنسان. الجانب الجسدي: * النظافة: من وضوء وغسل وبيان للمطهرات والنجاسات.
* الأطعمة والاشربة: المحللة منها والمحرمة، حيث تم تحريم الخبائث التي تضره والطيبات التي يحتاج إليها. الجانب الاجتماعي: مثلاً في العلاقات الزوجية التي يجب أن تبنى على المودة والرحمة (ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم ازواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة). الجانب الاقتصادي: * قلة نسبة الضرائب مما لا يكون اجحافاً وضرراً على الناس، توزيعها توزيعاً عادلاً يمنع من تكسرها وطغيانها. قال الله تعالى (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والغارمين وفي الرقاب وفي سبيل الله وابن السبيل) (لكيلا تكون دولة بين الأغنياء منكم) (إنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل).
* الحث على الانفاق.
* تحريم الربا.
* وغير ذلك مما هو كثير.
| |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: مثبت : ماهو الأسلام ؟ 9/11/2008, 11:55 am | |
| أخى الكريم / المهتدى للأسلام شكرا لك .. وبارك الله فيك علي هذا الموضوع القيم الموضوع يستحق المتابعة أسجل متابعتى ..... |
|
| |
الجزار المدير
ذكر عدد الرسائل : 422 تاريخ التسجيل : 08/09/2008
| موضوع: رد: مثبت : ماهو الأسلام ؟ 9/11/2008, 11:59 pm | |
| حسن المعاملة في الإسلام حسن المعاملة التي أمر الله – جل شأنه- المسلمين أن يتحلوا به، وأن يتصفوا به مجالاته كثيرة، وموضوعاته متعددة، لأنه الحياة بما تطلب من معاملات ومداخلات بين الناس تفرضها حاجة الإنسان الملحة إلى الاختلاط بأفراد جنسه، والتعامل معهم والعيش بينهم.. فحسن المعاملة يقتضي رعاية اليتيم في نفسه وماله، وكفالته وتربيته بالحسنى، كما يقتضي البعد عن الغش والتدليس والخداع، وعدم إخسار الكيل والميزان، ومراعاة تحقيق العدل في القول والعمل يقول تعالى : (وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ اليَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) سورة الأنعام الآية 152 . هذه الآية الكريمة والآية التي سبقتها، والآية التي تليها – هذه الآيات الثلاث – تتضمن نداء للمسلمين ليتدبروا الأصول الكلية التي تقوم عليها العقيدة الإسلامية السليمة، التي يسعد المجتمع بتطبيقها، ويحيا الأفراد والجماعات في أمان واطمئنان في ظل تنفيذها.. فقد رسمت للإنسان علاقته بربه علاقة ينال بها السعادة والثواب، ورسمت له علاقته بأسرته وبأفراد مجتمعه، بحيث تقوم على المودة والمحبة والرحمة وحسن المعاملة فيما بينهم، وسدّت في وجه الإنسان أبواب الشر التي تؤدي إلى انتهاك حرمات الأنفس والأموال والأعراض، وتكون مدخلا لجلب الكراهية والعداوة والبغضاء بين الناس. وقد أطلق العلماء على هذه الآيات الكريمة اسم " الوصايا العشر" لأنها تضمنت عشر وصايا، خمس وصايا في الآية الأولى، وأربع وصايا في الآية الثانية، ووصية عاشرة في الآية الثالثة، وذيلت آياتها الثلاث بقوله : - جل شأنه - (ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ)، عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيكم يبايعني على هؤلاء الآيات الثلاث" ، ثم تلا قوله تعالى : (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) إلى قوله سبحانه (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ثم قال: ( من وقى بهن فأجره على الله، ومن انتقص منهن شيئا فأدركه الله في الدنيا كانت عقوبته، ومن أخره إلى الآخرة كان أمره إلى الله إن شاء أخذه، وإن شاء عفا عنه). (وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ اليَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ،هذه هي الوصية السادسة التي تأتي في مطلع الآية الثانية، والخطاب هنا موجه إلى الأولياء والأوصياء وكل من له صلة وعلاقة باليتيم، أي لا تقربوا مال اليتيم الذي فقد الأب الحاني، ولا تتعرضوا لما هو من حقه بوجه من الوجوه إلا بالوجه الذي ينفعه في الحال أو المال، كتربيته وتعليمه، وحفظ ماله واستثماره.. وإذن فكل تصرف مع اليتيم أو في ماله لا يقع في دائرة الأنفع والأحسن له يكون محظورا ومنهيا عنه، وتستمر المحافظة على مال اليتيم واستثماره على أن يصير بالغا رشيدا فحينئذ يسلم إليه ماله. (وَأَوْفُوا الكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَنُكَلِّفُ نَفْساً) هذه هي الوصية السابعة وهي تتعلق بتحقيق مبدأ العدل في المجتمع، بأخذ كل ذي حق حقه عند البيع أو الشراء، وكل مجتمع محتاج إلى تحقيق ذلك، ولأن الناس لابد لهم من التعامل وتبادل المنافع فيما بينهم، والكيل والوزن من أهم وسائل ذلك، فلا بد من أن يكونا منضبطين بالقسط، أي : أتموا الكيل إذا كلتم للناس أو كلتم عليهم لأنفسكم، وأوفوا الميزان إذا وزنتم لأنفسكم فيما تبتاعون، أو لغيركم فيما تبيعون، لا نكلف نفسا إلا ما يسعها وتقدر عليه ولا يعسر عليها.. عن جابر صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى" ، وعن حكيم بن حزام رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " البيّعان بالخيار ما لم يتفرقا – أو قال : حتى يتفرقا – فإن صدقا وبّينا بوُرك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا مُحقت بركة بيعهما". (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى)، هذه الوصية الثامنة، أي: وإذا قلتم فاعدلوا في قولكم ولو كان المقول له أو عليه صاحب قرابة منكم، والعدل يشمل العدل في القول والفعل والحكم، فالإسلام يرتفع بالضمير الإنساني على مستوى سامٍ رفيع على هدى من العقيدة الدينية ، بأن يكلفه بتحري الحقيقة والعدل في كل أحواله ولو إزاء أقرب المقربين إليه، عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم". (وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا) هذه هي الوصية التاسعة والخيرة في هذه الآية الكريمة، أي كونوا أوفياء مع الله في كل ما عهد إليكم به من الأوامر والنواهي في العبادات والمعاملات والتشريعات، فالتزموا بتنفيذها وتطبيقها، لأن الله – جل شانه – لا يعهد إليكم إلا بكل ما فيه الخير والصلاح والاستقرار ويحقق المنافع لكم.. ومعنى ذلك أن العهود التي تقوم على الظلم أو الباطل أو ما يخالف أحكام الله فهي عهود غير جديرة بالوفاء بها، ويجب العمل على التخلص منها، (ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) أي: ذلكم الذي تلي عليكم في هذه الآية الكريمة هي وصايا من الله وصاكم بها لتتذكروا وتعتبروا وتعملوا بما فيها من أوامر، وتجتنبوا ما فيها من نواه، وأن يذكر بعضكم بعضا بها فإن التناصح واجب على المسلمين. | |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: مثبت : ماهو الأسلام ؟ 10/11/2008, 12:10 am | |
| بارك الله فيك على هذا المجهود الطيب |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: مثبت : ماهو الأسلام ؟ 10/11/2008, 9:17 am | |
| شكرااااااااااااااااااااااااااااا لك وبارك الله فيــــــــــــــــــــــــك اسجل متابعتى .... |
|
| |
الجزار المدير
ذكر عدد الرسائل : 422 تاريخ التسجيل : 08/09/2008
| موضوع: رد: مثبت : ماهو الأسلام ؟ 10/11/2008, 10:24 pm | |
| قلبي الصغير
صوت المطر
بارك الله فيكم | |
|
| |
الجزار المدير
ذكر عدد الرسائل : 422 تاريخ التسجيل : 08/09/2008
| موضوع: رد: مثبت : ماهو الأسلام ؟ 10/11/2008, 10:29 pm | |
|
جاء الإسلام بأحكامه وتعاليمه لينتقل بالبشر من حياة الظلم وسطوة الأغنياء وتسلط الأقوياء، إلى حياة العدل
والمساواة بين الناس وإلى نشر الفضائل والآداب وتعميمها بين البشر.. واعتبر الإسلام الوسائل المؤدية إلى
تحقيق هذه الأهداف النبيلة من صميم رسالته، كما أنه عد الإخلال بهذه الوسائل خروجا عليه وابتعادا عنه...
فليست دعوة الإسلام إلى حسن المعاملة بين الناس، وإلى التمسك بالفضائل والأخلاق الحسنة من مواد الترف
التي يمكن الاستغناء عنها في التعامل بين البشر بعضهم مع بعض، بل هي أصول الحياة التي يرتضيها الدين،
ويحترم أصحابها، ويحث أتباعه على التمسك بها، والالتزام بتنفيذها. ولو استعرضنا أقوال الرسول صلى الله
عليه وسلم ودعوته إلى التحلي بالأخلاق الفاضلة، وعدم التعرض بالأذى وإلحاق الضرر بالآخرين، لآمنا عن
يقين بسمو رسالة الإسلام، وإنه دين يضع حسن المعاملة بين الناس في أولويات مهام رسالته، فقد ورد عن النبي
صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال له: يا رسول الله.. إن فلانة يذكر من كثيرة صلاتها وصيامها وصدقتها،
غير أنها تؤذى جيرانها بلسانها؟ فقال : "هي في النار"، ثم قال الرجل: يا رسول الله... إن فلانة يذكر من قلة
صلاتها وصيامها وأنها تتصدق "بالأثوار من الاقط" – القطع من الجبن- ولا تؤذى جيرانها، قال: "هي في
الجنة" رواه أحمد. في هذه الإجابة البليغة الحاسمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم تقدير لقيمة الخلق العالي
وحسن المعاملة بين الناس، وارتباطهما بالإيمان الحق وبالعبادة الصحيحة، وجعلهما أساس الصلاح والفلاح في
الدنيا، والنجاة في الآخرة، وأن الصلاة والصيام عبادات شخصية في ظاهرها تتعلق بحق الله تعالى- وهو
صاحب الحق في الثواب والعقاب والعفو على الملتزم بتنفيذها والمقصر في أدائها.. لقد سأل رسول الله صلى الله
عليه وسلم أصحابه يوما: "أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: المفلس من
أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا،
وضرب هذا... فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من
خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار" رواه مسلم. ذلك هو المفلس: إنه كتاجر يمتلك بضاعة تقدر بمليون
جنيه، وعليه ديون قدرها مليون ، كيف يُعد هذا المسكين غنيا؟ والمتدين الذي يباشر بعض العبادات، ويبقى
بعدها بادي الشر، كالح الوجه، قريب العدوان، كيف يحسب امرأ تقيا؟ وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم
ضرب لهذه الحالات مثلا قريبا. قال: "الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد، والخلق السوء يفسد
العمل، كما يفسد الخل العسل" رواه البيهقي. فإذا نمت الرذائل في النفس، وفشا ضررها، وتفاقم خطرها،
وفسدت علاقة صاحبها مع غيره من البشر لسوء معاملته وفساد خلقه، انسلخ المرء من دينه كما ينسلخ العريان
من ثيابه، وأصبح ادعاؤه للإيمان زورا.. فما قيمة دين بلا خلق؟ وما معنى الإفساد مع الانتساب لله؟ . وتقريرا
لهذه المبادئ الواضحة في صلة الإيمان بالخلق الكريم وحسن المعاملة مع الآخرين، يقول الرسول
الكريم: "ثلاث من كن فيه فهو منافق، وإن صام وصلى وحج واعتمر وقال إنى مسلم: إذا حّدث كذب، وإذا وعد
أخلف، وإذا أؤتمن خان" رواه مسلم. وقال في رواية أخرى:"آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد
أخلف، وإذا عاهد غدر، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم". وقال كذلك: "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا،
ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد
غدر، وإذا خاصم فجر" رواه البخاري. وقد نص القرآن الكريم على الغاية من إخراج الزكاة بقوله: ( خُذْ مِنْ
أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم ) فتنظيف النفس من أدران النقص، والتسامي بالمجتمع إلى مستوى أنبل من
نشر روح المحبة والتعاون والإخاء بين أفراده هو الحكمة الأولى، ومن أجل ذلك وسع النبي صلى الله عليه وسلم
في دلالة كلمة الصدقة التي ينبغي أن يبذلها المسلم فقال: "تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف
ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن
الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة"
رواه البخاري. وعن ابن عمر – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"المسلم أخو المسلم لا
يظلمه ولا يُسلمه، و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج
الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة" رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
| |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: مثبت : ماهو الأسلام ؟ 11/11/2008, 9:32 am | |
| نعم اخى الكريم هذا هو ديننا وهذه خصال المسلمين وهذه هى مكارم الاخلاق الذى اتى بها ديننا الحنيف واوصانا بها رسولنا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه والتى اذا تمسكنا بها ما ضللنا ابدا وما ان عملنا بها فوزنا بنعيم الدنيا ومتاع الآخرة
شكرا لك هذا المجهود الطيب وبارك الله فيك .. وجعله فى ميزان حسناتك |
|
| |
الجزار المدير
ذكر عدد الرسائل : 422 تاريخ التسجيل : 08/09/2008
| موضوع: رد: مثبت : ماهو الأسلام ؟ 12/11/2008, 10:56 pm | |
| إن أمر الدين الإسلامي للمسلمين بحسن المعاملة في سلوكهم وأخلاقهم وتصريفاتهم مع
أنفسهم ومع غيرهم، يتضمن أمورا عديدة منها: الوفاء بالعهود والعقود مع الله عز وجل ومع الناس،
يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ
مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ) سورة المائدة الآية 1 . أفتتحت سورة المائدة بنداء
إلى المؤمنين، وقد تضمنت سورة المائدة ستة عشر نداء إلى المؤمنين، كل نداء فيها يتضمن
تشريعا من التشريعات، أو أمرا من الأوامر، أو نهيا من النواهي، أو توجيها من التوجيهات... وكل نداء
منها يعتبر قانونا منظما لناحية من نواحي الحياة عند المسلمين فيما يختص بأنفسهم ، أو فيما
يختص بعلاقاتهم بغيرهم في العبادات والمعاملات والحدود... وأول نداء للمؤمنين في السورة
الكريمة يطلب منهم الوفاء بالعقود (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) ،والعقود: جمع عقد وهو العهد
الموثق، والفرق بين العقد والعهد: أن العقد فيه معنى الاستيثاق والشد، ولا يكون إلا بين
متعاقدين، والعهد قد ينفرد به الواحد، فكل عقد عهد، ولا يكون كل عهد عقد... والمراد بالعقود هنا:
أ- ما يشمل العقود التي عقدها الله علينا من التكاليف، وألزمنا بها من الفرائض والواجبات
والمندوبات... ب- ما يشمل العقود التي تقع بين الناس بعضهم مع بعض في معاملاتهم المتنوعة،
وما يشمل العهود التي يقطعها الإنسان على نفسه بأدائها كالنذور والطاعات، والتي لا تتنافى مع
شريعة الله ـ تعالى ـ. قال القرطبي – رحمه الله -: والمعنى: أوفوا بعقد الله عليكم، وبعقدكم
بعضكم على بعض، وهذا كله راجع إلى القول بالعموم، وهو الصحيح في الباب، قال صلى الله عليه
وسلم : "المؤمنون عند شروطهم"، وقال: " كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة
شرط" ... فبين أن الشرط أو العقد الذي يجب الوفاء به ما وافق كتاب الله: أي: دين الله، فإن ظهر
فيها ما يخالف رُدّ، كما قال صلى الله عليه وسلم : "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" . (
أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ)، البهيمة: اسم لذوات الأربع من دواب البر والبحر،
والأنعام: جمع نعم. وأكثر ما يطلق على الإبل لأنها أعظم نعمة عند العرب، والمراد بالأنعام هنا: ما
يشمل الإبل والبقر والغنم، ويلحق به كل حيوان أو طير يتغذى من النبات ولم يرد نص بتحريمه،
فيدخل الظبي وحمار الوحش وغيرهما من آكلات العشب، كما تدخل الطيور غير الجارحة، أي : أحل
الله لكم أيها المؤمنون الانتفاع ببهيمة الأنعام، وهذا الانتفاع بلحمها وجلدها وعظمها وصوفها وما
أشبه ذلك مما أحله الله منها، ( إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ) استثناء مما أحله الله للمؤمنين من بهيمة
الأنعام، أي : أحل الله لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم بعد ذلك في القرآن أو على لسان
الرسول – عليه الصلاة والسلام – فإنه محرم عليكم، كما ورد في الآية الثالثة من السورة نفسها
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ المَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ
وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ)، وقوله صلى الله عليه وسلم :- "كل
ذي ناب من السباع فأكله حرام". (غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) بيان لما حرم على المؤمنين في
أحوال معينة،وبسبب أمور اقترنت به، والمعنى : يأيها الذين آمنوا كونوا أوفياء بعهودكم مع الله ومع
أنفسكم ومع غيركم، فقد أحل الله تعالى بهيمة الأنعام لتنتفعوا بها فضلا منه وكرما، إلا أنه سبحانه
حرّم عليكم أشياء رحمة بكم فاجتنبوها، كما حرم عليكم الاصطياد أو الانتفاع بالصيد وأنتم محرمون
بحج أو عمرة، سواء أكنتم في الحل أم كنتم في الحرم، ويدخل في حكم المحرم من كان في
الحرم وليس محرما... وذلك لأن المحرم أو من كان في أرض الحرم يجب عليه أن يكون مشتعلا بما
يرضي الله، وأن يحترم هذه الأماكن المقدسة التي جعلها الله أماكن أمان واطمئنان، وعبادة لله رب
العالمين. وقد دعا الله ـ تعالى ـ المؤمنين إلى الوفاء بالعقود وناداهم بوصف الإيمان، ليحثهم على
امتثال ما كلفهم به، لأن الشأن في المؤمن أن يمتثل لما أمره الله به أو لما نهاه عنه. (إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ
مَا يُرِيدُ)، أي : إن الله يحكم بما يريد أن يحكم به من الأحكام التي تتعلق بالحلال وبالحرام وبغيرهما،
بمقتضى مشيئته المبنية على الحكم البالغة، دون أن ينازعه منازع، أو يعارضه معارض، فاستجيبوا
أيها المؤمنون لحكمه لتنالوا السعادة في الدنيا والآخرة.. قال القرطبي رحمه الله: وهذه الآية تلوح
فصاحتها، وكثرة معانيها على قلة ألفاظها لكل ذي بصيرة بالكلام، فإنها تضـــمنت خمسة أحكام:
الأمر بالوفاء بالعقـــــــود، تحليل بهيمة الأنعام، استثناء ما يلي بعد ذلك، استثناء حال الإحرام فيما يصاد، ما تقـــتضيه الآية من إباحة الصيد لمن ليس بمحرم. | |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: مثبت : ماهو الأسلام ؟ 13/11/2008, 11:33 am | |
| شكراااااااااااااااااااا على المجهود الطيب اسجل متابعتى .......................... |
|
| |
| مثبت : ماهو الأسلام ؟ | |
|